المشهد أضحى معتادا بل وأكثر من مألوف... أدوات تجميل و»صوابين» و»منظفات» مطروحة على الأرصفة وعلى قارعة الطريق وفي الساحات العامة وعلى أغلب جنبات نهج القصبة وداخل أروقة وممرات «المدينة العربي» وفي أغلب الأسواق الشعبية في العاصمة وعبر الجهات. «الشروق» حققت في الموضوع وأبانت «خطورة» تفشي ظاهرة بيع المنظفات وأدوات التجميل خارج الاطر القانونية والصحية لها... فكانت هذه الخلاصات. برغم مجهودات الرقابة الاقتصادية والصحية في ملاحقة «فلول» المتاجرين ب»المنظفات» و»مواد التجميل» التي لا تخضع للمواصفات الطبية والصحية والتي تزحف على الاسواق من «مصادر مجهولة وغير معلومة» فإن «التونسي» ما انفك يزاحم على «النصب الفوضوية» وأماكن العرض غير القانونية بالسوق الموازية ليقتني قارورة «شامبوا» أو قطع صابون أو «أقلام أحمر الشفاه» و»طلاء الأظافر» أو «قارورة عطر»... دون ان يعلم بعد ويعي الخطورة الكامنة وراء سلوكه ذلك الذي توقف عند الرغبة في الاقتصاد المالي والربح المادي فقط مع تناس تام لصحته وسلامة جسده. سواد بدل البياض أبرز مختص في الامراض الجلدية والتناسلية «للشروق» المخاطر الصحية التي تتهدد مستخدم مثل هذه «السوائل والمواد المضرة» والتي يمكن ان تصل الى حدود الاصابة ببعض الأمراض المستعصية ومرات القاتلة مثل مرض السرطان الجلدي او بعض الانواع السرطانية الداخلية نتيجة احتواء بعض مواد التجميل والمنظفات على نسبة هامة من المواد الكيمياوية الخطرة والتي يؤكد على ضرورة «نزعها» نهائيا في تركيب وصناعة أنواع من المراهم و»الشامبوانات» و»الصوابين». وأضاف الدكتور عماد الرياحي: يستغل بعض المخالفين جهل المستهلك وسعيه الى شراء الأقل سعرا الى الخلط ومزج عدة مواد من أجل تصنيع «مسموم»... وأكد محدثنا انه يعاني يوميا حالات قال عنها إنها «مصائب» ناتجة عن «جهل حقيقي» وأشار الى وجود مريضتين في عيادته (عند اجراء الحوار معه) تحملان آثارا عكسية نتيجة استعمال مراهم غير صحية حيث «اسودّ» وجه الفتاتين عوضا عن «تبييضه» وتجميله وقال: «توجد عدة مراهم ومواد تجميل وشامبوانات في غاية من الخطورة تباع في الاسواق الموازية التي تتكاثر وبأسعار منخفضة وتتسبب في انتشار بقع سوداء في الوجه (الكلف) وظهور أنواع لا حصر لها من البثور والحبوب». حساسية وتأثيرات عكسية وأفاد الدكتور الرياحي أن أخصائيي الامراض الجلدية والاقسام المختصة بالمستشفيات تستقبل يوميا اعدادا متزايدة من المصابين ب»الحساسية» و»الحكاك الجلدي» وبعض التأثيرات العكسية الاخرى الناجمة عن الاستعمالات «غير الواعية» لمواد التجميل والمنظفات والتي يتهافت عليها المواطنون لانخفاض ثمنها. وأشار المتحدث الى أن المواد غير الخاضعة للمواصفات القانونية تتسبب في جعل «الجلدة» رقيقة جدا فيسهل بذلك اصابتها بعدة أمراض مثل «التهرئ» و»الحساسية» و»ظهور الحبوب» و»الحروق» و»التقيحات». وقال: بعض أنواع الشامبوانات ومراهم الشعرة التي تتضمن في تركيبتها مواد مهيجة للبشرة تتسبب في تساقط الشعر وحصول نوعية من الحساسية في جلدة الشعر (eczema) تؤدي الى حكّة وإفراز سوائل متقيحة واحتراق الشعر وزيادة تساقطه. ودعا المختص في الامراض الجلدية المواطنين الى ضرورة الابتعاد نهائيا عن استعمال المواد التجميلية المجهولة المصدر وضرورة الاسراع باستشارة الطبيب في حال حدوث بوادر لآثار عكسية في حال الوقوع في «المحظور» واستخدام المواد المشار اليها وقال: «الجلدة في غاية الحساسية لذلك لابد من معرفة ما يتناسب معها حتى مع المواد المرخص بها والتي تباع في الصيدليات والاماكن والمحلات المراقبة فما بالك بالتي تباع مجهولة المصدر وغير معلومة التركيبة والمحتوى. تكثيف ومسؤولية طالب عضو في منظمة الدفاع عن المستهلك المواطنين بضرورة ان يكونوا أكثر مسؤولية تجاه هذه «السموم» المنتشرة والتي تهدّد بالأساس في أغلبها جل الفتيات من الطالبات وتلميذات المعاهد والمدارس الأساسية وقال السيد رضا الغربي: على الأولياء مزيد الحيطة والتيقظ والقيام بواجب المراقبة الصارمة لبناتهم اللاتي أضحين يغتنمن فرصة توفر مواد تجميل رخيصة الثمن وفي المتناول لاستعمالها... وأضاف: نتلقى يوميا مئات التشكيات من وجود اصابات ومضاعفات خطيرة لمواد التجميل و»المنظفات». وأكد رئيس المكتب الجهوي للمنظمة بولاية تونس أنّ الواجب يفترض اليوم ان تتدعم حملات الحجر والمراقبة التي تقوم بها مصالح وزارتي التجارة والصحة الى البحث الجدي والصارم عن مصادر هذه المواد التي لا تخضع لا للضوابط القانونية ولا الصحية ولا حتى الأخلاقية مادامت تبيع «الأوهام والامراض» لشبابنا عوضا عن منحهم «السعادة والجمال» ودعا المتحدث الادارة الجهوية للصحة بولاية تونس الى مزيد التنسيق مع مكتب المنظمة من أجل المساهمة بفاعلية في ايقاف تداعيات هذا الملف الصحي الخطير الذي تكاثرت مخلفاته مؤخرا بشكل لافت وعجيب.