دعا بول وولفويتز مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق الادارة الأمريكية الى ضرورة تقديم الدعم للمعارضة الليبية بما فيها مد الثوار بالسلاح و فرض حظر جوي على ليبيا لتحجيم قدرات هجمات قوات القذافي على معاقل الثوار موضحا أن إسقاط نظام القذافي يعد مصلحة إستراتيجية و اخلاقية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. وفي مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال»، تحدث وولفويتز عما أسماه عمى أخلاقيا يكمن وراء عدم التحرك لمنع القذافي من استخدام دباباته ومرتزقته. لكنه استدرك يقول إن هناك قصر نظر وراء التدخل باندفاع غير محسوب مما قد يعرض حياة الأمريكيين للخطر. وقبل اتخاذ أي اجراء – أوضح وولفويتز- أن هناك ثلاث خطوات أساسية حتى يمكن لأمريكا الإسراع في إرغام القذافي على التنحي ووقف قتل المدنيين في ليبيا، وهي: الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي حكومة في ليبيا، وتقديم المساعدة للسلطات الجديدة، ودعم جهود فرض منطقة حظر جوي وأضاف أنه يتأسف لتركيز النقاش على مسألة فرض منطقة الحظر الجوي، رغم أن العنصرين الأولين لا يواجهان مشاكل كثيرة ولهما نتائج ميدانية فورية، مشيرا إلى أن منطقة الحظر الجوي مسألة تكتيكية وليست إستراتيجية، يعتمد تأثيرها على سياق سياسي أوسع يتعلق بمدى استمرار واشنطن في فرض حظر على إمداد خصوم القذافي بالسلاح. ويبين وولفويتز أن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي يؤثر نفسيا على المقربين من القذافي كما على معارضيه، فالاعتراف ينهي التردد الأمريكي وينهي أي إمكانية لعودة القذافي إذا ما حدث وهزم معارضيه. وهذا ما يجب أن يحدث بعدما صرح الرئيس باراك أوباما بأن العقيد يجب أن يرحل. وقال وولفويتز : «إن أقرب احتمال إذا نجح القذافي في البقاء هو أن ليبيا ستعاني عزلة شاملة طويلة، مع تجميد الأموال وحظر السلاح والملاحقة الجنائية، كما أنها ستكون هزيمة قاسية للولايات المتحدة في عيون العرب والعالم». ويرى وولفويتز وجوب مساعدة من يريدون القتال بأنفسهم قبل إرسال الجنود الأمريكيين للقتال من أجلهم. وتساءل قائلا «إذا اعترفت الولاياتالمتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي، فكيف نقدم له المساعدة؟ ومن يجب أن نساعد وكيف؟ وهل يمكننا التحكم في حجم المساعدات؟ وقال إن الإجابة عن السؤال الأول لن تتوفر إلا بعد بناء قنوات اتصال مع السلطات الجديدة، كما أن تقديم المساعدات لن يكون مشكلة، فهو سيتم إما عبر الموانئ الشرقية أو الحدود المصرية ويؤكد وولفويتز أن إعلان المساعدات سيحبط قوات القذافي ويخفض معنوياتها، لكنه أشار إلى ضرورة الحذر من وقوع الأسلحة الأمريكية بيد أطراف معادية لواشنطن، خاصة صواريخ أرض-جو المحمولة على الكتف، وأوضح أن إرغام الليبيين على التوجه إلى دول أخرى للحصول على السلاح قد يكرر أخطاء أفغانستان في الثمانينيات والبوسنة في التسعينيات وأوضح مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق أن تطبيق منطقة الحظر الجوي يجب ألا يكرر ما حدث في العراق والبوسنة، فالانتقادات تركزت على كون مجزرة سريبرنيتشا وقعت في منطقة حظر جوي كان الناتو يراقبها لكنه قال إن الوضع في ليبيا مختلف إلى حد كبير، نظرا الى طبيعة القتال والأرض، فالقوات الجوية هامة جدا للقذافي من أجل منع الثوار من التقدم في بلد مفتوح كليا، وبالتالي فإن منع الطيران يمنح الثوار دفعا هاما.