[email protected] لا أدري بالضبط من الرابح ومن الخاسر في لعبة شد الحبل بين الجامعة والأندية... فكل طرف يرمي بالكرة الى الآخر والجمهور كالعادة يتفرج على العجب رغم «حربوشة» المنتخب وهو الذي يمني نفسه ببطولة «نظيفة» بلا حضور بوليسي ولا عمليات تفتيش مذلّة أمام الأبواب، ولا هراوات فوق الرؤوس ولا تهديد ولا وعيد، كما ان «البوليس» عندنا كره هو الآخر اجواء الملاعب التي لم تسبب له الا المتاعب ويكفي ان نستشهد ببعض الصور أيام الثورة المجيدة لنتأكد ان الأمن خرج الخاسر الأكبر من ثورة الشعب ولا نريد الخوض في تفاصيل يصعب الخروج منها بسهولة. المشهد الرياضي اليوم لا يتطلب قرارا سرعان ما ننقضه بعد ساعات ثم ندّعي ان الوضع فرض ذلك... بل هو يتطلب نظرة متأنية وصريحة تضع مصلحة تونس فوق الجميع دون تخوّف أو تزلف أو انزلاق في متاهات العاطفة التي كلفتنا الكثير. اعتصام اللاعبين حتى لا تتفاجأ بالأمر خاصة أن بعضهم اختار ادارة شؤونه بالهاتف من خارج البلاد نعلم جامعة الكرة التونسية لكرة القدم ان عديد اللاعبين من مختلف فرق الرابطة الاولى والثانية سيقومون باعتصام كبير داخل مقر الجامعة صبيحة الغد سيطالبون من خلاله بفك لغز بطولة الرابطتين الاولى والثانية بعد أن أضحى «الاحتراف» مجرّد كلمة يتقاذفها الجميع بلا وعي بخطورة الوضع خاصة ان هؤلاء اللاعبين لم يتحصلوا على مليم واحد لمدة تفوق الثلاثة أشهر طالما رؤساء الأندية «شاطوا» الكرة الى الجامعة التي بدورها مرّرتها الى وزارة الاشراف ومنها الى وزارة الداخلية ولا ندري كيف ستنتهي العملية... بهدف ثمين أم بذر الرماد على العيون مع العلم أن هؤلاء اللاعبين الذين كثيرا ما نظلمهم بكشف أرصدتهم البنكية يتحمّلون مسؤوليات عائلية ويدفعون من جيوبهم لفائدة الصناديق الاجتماعية بما يجعلهم أمام حتمية التحرك لايجاد حل لهذه الأزمة الحقيقية خاصة أنه آن الأوان لهم لبعث «نقابة» تضمن لهم حقوقهم بعيدا عن كل فوضى وكل تحركات بعلية. قرار ثوري قرار أغلب رؤساء النوادي وموافقتهم على تأجيل عودة البطولة ومطالبتهم ب «وقت اضافي» لتعديل الأوتار والقيام بانتخابات حرة ونزيهة لجلب أناس آخرين للتسيير... فهمه الشعب الكريم الذي مازال يتّصف ب «النيّة» رغم كشفه لعديد الذئاب البشرية بأنه قرار ثائر وتاريخي... وهو في باطنه هروب من الحساب العسير ولا عجب اذا كان شعارهم الجديد «اعطيني قرطلتي ما حاجتي بعنب».