أكد المدرب خميس العبيدي قبل مواجهة السينغال بساعات أنه منزعج من عديد الغيابات مثل بن عاشور وعلاء الدين يحيى وأيمن اللطيفي وما إن أعلن الحكم المغربي عن نهاية اللقاء حتى عاد العبيدي الى نفس التصريحات وكأنه يعيد عثرة المنتخب الى هذه الغيابات ولو حضر هؤلاء لتغيرت أحوال المنتخب. وأعتقد أن العبيدي قد وقع في خطإ مزدوج بهذا التصريح. أولا : ما كان عليه ان يذكر قبل اللقاء انه يخشى من غياب بن عاشور أو غيره لأن ذلك يؤثر سلبا على اللاعبين الين سيعول عليهم ومن الصعب جدا ان يحقق فريق ما الانتصار تحت قيادة مدرب لا يثق في امكانات لاعبيه. ثانيا : المدرب العبيدي تعلل بغياب بن عاشور وعلاء الدين يحيى وأيمن اللطيفي رغم ان هذين الاخيرين ليست لهما أية علاقة بالمنتخب الأولمبي سابقا الا في بعض المواعيد الودية القليلة جدا. كما يعرف العبيدي أيضا ان المنتخبات الاخرى تشكو من غياب نجومها. وأفضل اللاعبين الافارقة الناشطين في البطولات الافريقية بإمكانهم المشاركة مع المنتخبات الأولمبية وسنأتي الى ذكر الأسماء لاحقا. الحظ الى جانب المنتخب أكدت العديد من الأطراف ان المنتخب الاولمبي وضعته القرعة في «مجمووعة الموت» وان أبناء العبيدي عليهم الدفاع عن حظوظهم ولا يطالب اي طرف من هؤلاء بضرورة ضمان التأهل الى النهائيات الأولمبية ولكن في الحقيقة كل هذه التصريحات جانبت الحقيقة لأن المجموعة التي انتمى اليها زملاء الحامي متوسطة لا غير باستثناء المنتخب النيجيري والأرقام تؤكد ذلك. اذ يعتبر المنتخب المصري الاولمبي أحد أفضل المنتخبات الافريقية بل أفضلها على الاطلاق في المواسم الاخيرة وهو الذي تألق في بطولة العالم للأواسط وكذلك البطولة الافريقية لنفس الصنف ولكن بعد ان تم الحاق عناصر هذا المنتخب بالأكابر سواء في الأندية أو في المنتخب الأول انهار المصريون وقدموا مردودا متواضعا الى أبعد الحدود في الألعاب الافريقية الاخيرة بنيجيريا. وشنت الصحافة المصرية حملة كبيرة على المدرب شوقي غريب. أما المنتخب السينغالي فهو منتخب عادي بل متواضع بالمقارنة مع المنتخب الايفواري مثلا والمغربي والمالي والنيجيري وقد انقاد الى عديد من الهزائم في الفترة الاخيرة عندما كان يستعد لمواجهة المنتخب التونسي وآخر الهزائم كانت أمام المنتخب الزمبي الذي يعتبر من الدرجة الثانية أو الثالثة في افريقيا. خمس سنوات من التحضير المنتخب الوطني محظوظ أيضا بالمقارنة مع المنتخبات الأخرى وهو الوحيد في افريقيا (الى جانب المنتخب المصري) الذي استعد الى هذه التصفيات منذ سنوات تقريبا اذ ان عناصر المنتخب الاولمبي هي عناصر منتخب الذي فاز بذهبية الالعاب المتوسطية (نفس العناصر ونفس المدرب) وهذا لا يوجد في افريقيا اطلاقا لأن عديد المنتخبات الافارقة تم بعثها أياما فقط قبل انطلاق التصفيات وهذا عامل هام كان بإمكانه ان يرجح كفة زملاء السعيدي. ضيوف.. ايتو.. ميدو، ضمن المنتخبات الأولمبية كذلك! نأتي الآن الى مسألة الغيابات والتي أفاض المدرب في الحديث عنها رغم أنها في الحقيقة حجج واهية وكان على العبيدي ان يتجبنها لأن التعلل بغياب بن عاشور لم يستند الى حجج منطقية ويبدو ان المدرب غابت عنه بعض المعطيات البديهية. أولا : المنتخب وحسب آدائه في الفترة الاخيرة لم يكن يشكو من نقص في مركز معين (صانع ألعاب) بل غاب عنه التوازن وتراجع مردود اللاعبين بصفة عامة. ثانيا : اذا تحدثنا عن غياب بن عاشور مثلا يجب كذلك ان نذكر بغياب نجوم افريقيا مثل حاجي ضيوف (أفضل لاعب افريقي) وأحمد حسام (ميدو) وهو أفضل لاعب شاب، وصاموال ايتو أحد أفضل المهاجمين في العالم ومهاجمي نيجيريا من منتخب الاكابر جون أوتاكا (لانس) وأوقبيشي (باري سان جرمان) ومارتينز (انتر ميلانو) وكل هؤلاء بإمكانهم اللعب لفائدة المنتخبات الأولمبية وغيرهم كثير طبعا ولذلك فإن اعادة العثرة التونسية الى غياب بن عاشور لا معنى له.