دفع الثوار الليبيون ولأول مرة منذ بداية القتال بالطيران الحربي في المواجهة ضد كتائب القذافي حيث نجح في قصف سفينتين تابعتين لنظام العقيد واصابة ثالثة قرب شواطئ أجدابيا، التي تعرضت لغارات شديدة طيلة يوم أمس من قوات القذافي الأمر الذي حدا بالثوار الى التقهقر نحو بنغازي آخر معاقلهم وخط دفاعهم الأخير عقب خسارتهم لمدينة «الزوارة» التي أجمعت المصادر الاعلامية أنها تعرضت لمجزرة دامية. وأفاد شهود عيان ان القوات النظامية صفت عشرات المدنيين واعتقلت عشرات آخرين في مدينة الزوارة وحالت دون وصول الجرحى الى المستشفيات لتلقي العلاج. وذكر شاهد عيان أن الكتائب قصفت المدينة لساعات برا وجوا واقتحمت آلياتها ودباباتها لساعات وسط المدينة فيما حاصرت قوات أخرى مداخل البلدة. حرب ابادة ووصف جمال الزواري الشاهد الاحداث المريرة ب«حرب الابادة». وأعلنت جهات محلية مطلعة عن سقوط قتيل واصابة 7 آخرين في قصف استهدف مجمعات سكنية مدنية شرق المدينة. وأضافت أن الكتائب انتشرت بسرعة في البلدة وأحكمت سيطرتها عليها عقب تقهقر الثوار الى خط دفاعهم التالي. وشرقا أيضا فقد تعرضت مدينة «أجدابيا» مساء أمس لأربع غارات جوية مما أثار الذعر والهلع في نفوس الأهالي وأجبر عدد منهم على الهرب من البلدة. وكانت المدينة قد تعرضت أول أمس الى هجمات جوية في اطار البحث عن سقف وغطاء جوي لدخول المدينة ومن ثمة التوجه شرقا الى بنغازي. معارك مفصلية وفي البريقة، يخوض الثوار معارك دامية ومفصلية ضد قوات القذافي. وأشارت مصادر محلية ان الكتائب الأمنية للقذافي مصرة على استعادة «البريقة» باعتبارها البوابة الغربية لمدينة «بنغازي». وتنظر الكتائب للصراع الدائر في البريقة على أنه «صراع حياة أو موت». ونقلت هذه المصادر عن أحد الصحفيين قوله ان البريقة لا تزال تحت سيطرة الثوار الذين تمكنوا من صد كتائب القذافي من خلال نصب كمين لهم أوقع عددا كبيرا منهم بين أسرى وقتلى وجرحى. وأضاف ان الثوار أعطبوا عددا من الآليات واستولوا من فلول الكتائب الهاربة نحو الصحراء على عدد كبير من الاسلحة المتطورة الثقيلة منها والخفيفة وكان آمر التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية العقيد ميلاد الفقهي قد أعلن ان قواته تواصل التوجه شرقا متعهدا ب«تحرير كافة المدن والقرى» ممن أسماهم «العناصر الجهادية المتطرفة التابعة لتنظيم «القاعدة». دعوة الى الاغتيال وفي سياق متصل بالجانب الميداني دعت قيادة الثورة بليبيا القوى الغربية الى اغتيال العقيد معمر القذافي وشن هجمات عسكرية على قواته لحماية المدن التي يسيطر عليها الثوار من الهجمات الدموية ونسبت صحيفة «ذي غارديان» الى المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى الغرياني قوله ان هذه الدعوة حملها «وفد الثورة» الذي التقى مؤخرا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وأوضح الغرياني ان «الوفد» دعا الغرب الى ضرب المجمع الذي يقيم فيه القذافي قائلا: لا أحد سيذرف عليه دمعة اذا ما قتل. وحذر ان عدم تقديم الغرب لمساعدة عملية للثوار من أجل تحرير أنفسهم من حكم القذافي من شأنه أن يدفع المحيطين الى الاستعانة بالمتطرفين.