اعتبرت صحيفة «ستريت جورنال» الأمريكية في مقال نشرته أمس للكاتب جيرالد سيب أن إيران تبقى عاملا مخفيا يحدد إلى درجة ما طبيعة النقاشات الدائرة حول التدخل عسكريا لمساعدة الثوار الليبيين في الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي. ويرى الكاتب أن العامل الإيراني وإن بدا مهمشا في النقاشات الدائرة حتى الآن يبقى موجودا في تركيبة الخلفية العامة لهذا الموقف، مشددا على أن فهم هذه الخلفية يساعد في التعرف على طبيعة النقاشات الجارية في واشنطن والعواصم الأوروبية والأمم المتحدة بشأن فرض حظر جوي على ليبيا. فعلى الجانب الأول، يرجح الداعمون لفكرة الحظر الجوي أن تقرأ طهران عدم التدخل في الأزمة الليبية إذا نجح القذافي في القضاء على الثورة المناوئة درسا يؤكد لقادتها أن الزعماء الذين يتنازلون أمام الاحتجاجات مثل الرئيس المصري حسني مبارك يصبحون في عداد التاريخ، وأن القادة الذين يقمعون تلك الاحتجاجات كما يفعل القذافي حاليا يبقون في أماكنهم. وعلى الجانب الثاني يرى المعارضون لفكرة الحظر الجوي «وبينهم العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية» أن أي تدخل غربي مباشر في ليبيا سيدعم الرواية الإيرانية القائلة بأن الغرب يستغل الأحداث الجارية في المنطقة العربية للسيطرة عليها وعلى مصادر ثرواتها. ويضيف الكاتب أن طهران دأبت على ترويج هذه الرواية لتبرير قمعها وملاحقتها المعارضة التي عادة ما يصفها النظام الإيراني بالعمالة الخادمة للمؤامرة الأمريكية.