يعتبر السيد «جون ليك قال» مدير مصنع «سينيتاكس» بسوسة وهو فرنسي الجنسية نموذجا يحتذى في إطار ما حدث له ، حيث تعرض مصنعه إلى الحرق والنهب يوما بعد الثورة ولم يكتف المتسببون في ذلك بتقليع آلات الخياطة بكل تعسف وسرقتها مع أجهزة إعلامية بل تعمدوا إحراق كل الوثائق الموجودة فيه وحرق المغازة وأركان أخرى من المصنع ورغم كل ذلك وفي وقت قياسي قام المدير بترميم وما حصل وإرجاع الروح لمصنعه المختص في خياطة الأزياء العسكرية وتم دعوة العاملا ت إلى العمل بصفة تدريجية رغم موجة الاحتجاجات التي ضموها في عرائض في تلك الفترة وكانت «الشروق» قد نشرتها في أحد أعدادها . وفي لقاء ب«الشروق» أكّد السيد جون أن ما حدث له لا يغير في نظره صورة التونسيين الحقيقيين ولا صورة تونس عموما التي يتواجد فيها منذ سنوات ويضيف قائلا: «ألحّت عليّ عائلتي ترك البلاد وكان من المنطقي ان افعل ذلك جرّاء ما حدث لي من خسائر ومكائد وصلت حد اتهامي بسرقة الآلات واخفائها لطرد العاملات وغيرها من التصرفات القاسية رغم تضامني مع كل العاملات حتى اللاتي اشتكين ل«الشروق» من الطرد التعسفي الذي طالهن فكان جرّاء إضراب قمن به دون مبرر أو موجب قانوني وسأحاول مراجعة ملفاتهن من جديد، وحتى العاملة التي اتهمتني بإخفاء آلات الخياطة وادعاء سرقتها أرجعتها للعمل ويمكن لكم ملاحظة ذلك فبالعكس أحمل تعاطفا خاصا على كل العاملين معي ولكم ان تستنتجوا ذلك». ورغم ماحصل وبالرغم من امكانيات المصنع المادية المتواضعة والذي قد خصته «الشروق» بزيارة اطلاع ،فإن السيد جون اعتمد على نفسه وبأبسط الإمكانيات أعاد ترتيب مصنعه حتى يفي بالتزاماته المهنية مع مختلف الأطراف التي يتعامل معها.