«...وتعتزم إدارة المعهد بعد ترميم هذه اللوحات القيمة أن تخصص لها حسب ما أشارت اليه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث فضاء ملائما تتوفر فيه المواصفات المطلوبة للمحافظة على هذه الثروة الفنية»...تلك هي العبارة التي اختتم بها مدير معهد قرطاج الرئاسة السيد قدور النويلي وبين ممثلة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث السيدة ناريمان بن رمضان محضر تسليم 10 لوحات تشكيلية قيمة جدا كانت موجودة بالمعهد الى غاية يوم 8 سبتمبر 2005 قبل أن تغادر ولم تعد الى اليوم. فما سرّ اللوحات العشر التي كانت موجودة بمعهد قرطاج الرئاسة منذ أواسط القرن العشرين وتحمل إمضاء ثلاثة من كبار الرسامين المؤسسين البارزين للفن التشكيلي التونسي على غرار بيار بوشارل(Pierre Boucherle) ثم خرجت ولم تعد? « الشروق» تكشف في هذه المتابعة عن تفاصيل اللوحات التشكيلية. انطلقت رحلة اللوحات العشر من مراسلة لوزير الثقافة والمحافظة على التراث بتاريخ 12 جانفي 2005 موجهة الى وزير التربية والتكوين مفادها«إستعداد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للقيام بترميم لوحات تشكيلية فنية كبيرة الحجم موجودة منذ سنة 1952 بمعهد قرطاج الرئاسة» هذه اللوحات رسمها ثلاثة من كبار الرسامين من المؤسسين البارزين للفن التشكيلي التونسي وهم «موزيس لوفي»و«بيار بوشارل» و«إدقار النقاش». ونظرا لكبر حجم هذه اللوحات وتثبيتها الجيد في على جدارن معهد قرطاج الرئاسة منذ أكثر من نصف قرن (حتى تاريخ2005) فقد تولى فنيون مختصون من وزارة الثقافة إنزالها من أماكنها قبل أن تحضر يوم 8 سبتمبر 2005 ممثلة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث السيدة ناريمان بن رمضان للمعهد لتسلم ثماني لوحات في حين تم تسليم اللوحتين المتبقيتين يوم 24 ماي2006. وبحسب ما جاء في محضر التسليم فقد عبرت إدارة معهد قرطاج الرئاسة في ذلك الوقت اعتزامها تخصيص فضاء ملائم بالمواصفات الضرورية المطلوبة حفاظا على هذه الثروة الفنية وذلك بعد أن تستعيدها من الوزارة. لكن يبدو أن هذا الحلم لم يتحقق لإدارة معهد قرطاج الرئاسة...فقد خرجت اللوحات ولم تعد الى اليوم! ورغم أن معهد قرطاج الرئاسة ممثلا في شخص مديره السيد عبد الرؤوف الحمدي الذي تولى إدارته في 2008 قد راسل وزارة التربية والتكوين سنة 2009 بخصوص هذا الأمر إلا أنه لم يتحصل على إجابة ولعل هذه الحقيقة تفند ما جاء في برنامج بثته قناة حنبعل منذ أيام وحمل فيه أحد المتدخلين السيد الحمدي مسؤولية ضياع هذه اللوحات رغم قدومه الى المعهد بعد 3 سنوات من تاريخ محضر التسليم. من جهتنا اتصلنا بالسيدة ناريمان بن رمضان ممثلة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي أمضت على محضر التسليم فأجابتنا بأن اللوحات ماتزال في مرحلة الترميم التي تتطلب مدة زمنية مطولة»