تتابع حركة الوحدويين الأحرار بتونس بانشغال شديد ما يدور في القطر العربي الليبي الشقيق من تطور الاوضاع الى حرب أهلية مدمرة. وهي اذ تعتقد ان الحريات العامة الفردية وحرية الرأي والرأي الآخر وحق الاختلاف هي قيم انسانية عالية تتطلع اليها كل شعوب العالم فإنها ترى ان ما يجري في ليبيا الشقيقة هو انحراف كامل للمطلب الديمقراطي عن مساره الحقيقي ومحاولة لاستعماله مطية لاحتلال القطر الليبي وتقسيمه والسيطرة على ثرواته النفطية. وقد أظهرت مجريات الاحداث وللأسف الشديد ان تدخلا أجنبيا سافرا في ليبيا هو بصدد الوقوع مدعوما من طرف الاستعمار والصهيونية العالمية. وقد لوحظ في ما بثته الفضائيات ان عددا من المقاتلين الأجانب قد وقعوا في أسر الليبيين مما يعزز القناعة بوجود مؤامرة دولية لتفكيك ليبيا وتفتيها. اذ لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تأتي الحرية عن طريق الدبابات والمدرعات والسيارات العسكرية. وقد أشارت الكثير من الصحف الى الدور الاسرائيلي في نقل مرتزقة شركات الامن الى الشرق الليبي لإدارة المعارك ضد أبناء الشعب الليبي المناهض للاحتكارات الدولية ومشاريعها الاستعمارية الطامعة في نهب ثروات الشعب العربي وقد زاد من ألم الأحرار في تونس ان يروا الجامعة العربية وبعض الأطراف الليبية الرجعية المتواطئة مع بعض الأجندات الاجنبية تطالب بتدخل الحلف الأطلسي لفرض الحظر على الشعب الليبي الذي لم يتردد يوما في تقديم الدعم والمساعدة الى كل العرب وتبني القضية الفلسطينية بالكامل وجعلها في صدارة اهتمامه فضلا عن احتضانه لملايين الشباب العربي للإقامة والعمل والدراسة. ولهذا فإن حركة الوحدويين الأحرار بتونس تناشد أحرار ليبيا وفعاليتها الشعبية والقبلية ان تتكاتف وتتضامن لصد المؤامرة التي تستهدف وحدة القطر العربي الليبي كما تناشد القيادة الليبية أن تسرع في نسق الاصلاحات السياسية وخاصة ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة والفردية التي ينادي بها الشباب الليبي. إن حركة الوحدويين الأحرار لتشعر بالأمل والاطمئنان على مستقبل ليبيا عندما ترى وقوف الجزائر وسوريا والمقاومة العراقية الى جانبها اضافة الى موقف أقطاب التحرر الوطني في العالم مثل أوغو شافيز رئيس فينزويلا والزعيم التاريخي فيدال كاسترو ودانيال اورتيغا قائد الحركة الصندينية في نيكاراغوا. إن مصالحة وطنية شجاعة هي وحدها الكفيلة بأن تحقق الاستقرار والهدوء من أجل حماية القطر الليبي من كل المخاطر والأطماع الخارجية.