أقال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حكومته معلنا يوم الاحد يوم حداد وطني على من سماهم ب«شهداء الديمقراطية»، بينما شيّع أكثر من مليون يمني القتلى ال52 الذين سقطوا برصاص مسلحين في «ساحة التغيير» الجمعة الماضية فيما حث علماء ومشايخ اليمن الجيش على عصيان الأوامر. وأعرب صالح عن أسفه لسقوط قتلى وقرّر تشكيل لجنة تحقيق في أسباب مقتل الضحايا، بيد أنه نفى مسؤولية قواته عن إطلاق النار على المعتصمين وسقوط الضحايا وأقال الحكومة برمتها. وكلف علي عبد ا& صالح الحكومة الحالية بتسيير الأعمال الى حين تشكيلة حكومة جديدة. في غضون ذلك أعلنت قيادات المعارضة اليمنية انضمامها لمئات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد. وقدّم كل من وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى علي البان ووكيل الوزارة علي صالح تيسير ومدير عام مكتب الوزيرة عادل محمد اليزيدي وسفير اليمن لدى الأممالمتحدة عبد الله الصايدي استقالاتهم من مناصبهم الرسمية للرئيس علي عبد الله صالح احتجاجا على ما وصفوها بالأوضاع غير المشجعة لحقوق الإنسان في اليمن. وتقاطر مئات الآلاف من المتظاهرين على ساحة التغيير للتعبير عن رفضهم للسياسة القمعية للرئيس عبد الله صالح وللمطالبة بمحاكمته. وساطة سعودية وفي ذات السياق، رحب مسؤول في الرئاسة اليمنية بوساطة السعودية ودول مجلس التعاون بين الأطراف السياسية في اليمن. واعتبر نفس المصدر أن من يقفون وراء الحادث المؤسف «أي مجزرة التغيير» في حي جامعة صنعاء، كانوا يحاولون إفشال تلك الوساطة وإثناء الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون عن الاستمرار في جهودهم الخيرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اليمنية لما يجنب اليمن الفتنة. وأشار إلى «أن هناك تواصلا مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تلك الوساطة ولما فيه مصلحة اليمن والمنطقة». في المقابل أصدر علماء ومشايخ اليمن بيانا حذروا فيه من الاقتتال الداخلي بين أبناء اليمن ونوهوا فيه بشباب التغيير الذين أثبتوا رباطة جأش وحسن تنظيم. وحمل السلطة ممثلة في رئيس الدولة المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سفكت رافضين إعلان حالة الطوارئ في البلاد داعين إياه إلى الاستجابة لمطالب الشعب اليمني. وانضمّ أمس القطاع الخاص في البلاد ممثلا في الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. يشار إلى أن آخر تعداد لحصيلة ضحايا مجزرة التغيير أكد سقوط 52 قتيلا وإصابة أكثر من 120 جريحا. ونشر الجيش اليمني آلياته ودباباته في عدد من أحياء عدن وسط انقطاع مفاجئ للكهرباء في محافظات البلاد.