شهد معهد سعيد أبوبكر بالمكنين من ولاية المنستير في نهاية هذا الاسبوع وتحديدا يوم الخميس الماضي أحداثا مؤسفة تمثلت في هجوم بعض التلاميذ على احدى قاعات الدراسة وطرد أستاذة الاقتصاد التي كانت تقوم بعملها آنذاك صحبة تلاميذها مما أدخل حالة من الهلع والخوف في صفوف الجميع. وقد لاقى هذا التصرف اللامسؤول استنكارا كاملا من قبل الأساتذة الذين وقفوا الى جانب زميلتهم التي تحظى باحترام الجميع في محاولة منهم للرفع من معنوياتها مما جعل الدروس تتعطل بصفة وقتية في انتظار وجود حل يعيد للمؤسسة التربوية هيبتها. وقد كانت المندوبية الجهوية للتعليم بالمنستير على الخط مباشرة من خلال تحول احد المسؤولين الى المعهد المذكور والتحدث الى الأستاذة وبحث سبل تطويق المشكل في اطاره القانوني ومن جهتها نظمت ادارة المؤسسة يوم أول أمس اجتماعا طارئا بالأولياء تم خلالها التطرق الى حالة التسيب التي أصبح عليها بعض التلاميذ في ظل تخلي أوليائهم عن واجبهم في مراقبتهم ورفع أيديهم عن تحمل المسؤولية. ولعل الوضع في بعض المؤسسات التربوية أصبح يتطلب أكثر من اي وقت مضى تدخلا حازما من قبل سلطة الاشراف بما يساعد المربين على القيام بواجبهم في أحسن الظروف ويعيد اليهم مكانتهم وهيبتهم كما ان الاولياء صاروا مطالبين بلعب دورهم الايجابي في تأطير أبنائهم والسعي الى تشريدهم ودعوتهم للانصراف الى العمل دون سواه حتى يحققوا النجاح المأمول. ورغم حالة الفوضى التي عمت المعهد فإن بعض التلاميذ الآخرين قاموا بحركة نبيلة اذ أصروا على مقابلة الاستاذة واعتذروا لها عما بدر من فئة قليلة لا تمثل الا نفسها وقدموا لها في حضور زملائها باقة من الورد اعترافا منهم لها بالجميل فكانت لحظات فارقة وصعبة اختلطت فيها القبلات بالدموع.