مع التصعيد «القذافي» ورفضه الانصات لكل التدخلات الأجنبية ومع التهديد الفرنسي بتوجيه ضربات عسكرية الى مواقع جيش القذافي تعيش الوحدات الصحية برأس جدير حالة استنفار قصوىتحسبا لدخول الجرحى بأعداد هامة. وبناء عليه كشف الدكتور زهير الفقيه مدير إدارة مركزية ومنسّق العمليات الصحية والطبيّة بالحدود التونسية الليبية عن إعداد برنامج خاص بالتطوّرات الحاصلة في ليبيا لمجابهة ضحايا الحرب المتوقع احتدادها خلال الفترة الحالية. وصرّح ل«الشروق» أنّ الوحدات الصحية تعيش منذ انتصابها بمنطقة رأس جدير والذهيبة حالة استنفار لرعاية كل الوافدين عليها من ليبيا سواء من جرحى أو لاجئين ولكن منذ بداية التصعيد وحرارة المواجهة بين الثوار وقوات القذافي والتدخل الأجنبي في حال تعنّت القذافي. وقال: نتوقع حاليا دخول عدد هام من الليبيين واللاجئين المتضرّرين والجرحى. وأضاف: أنه حاليا تمّ استقبال ثلاث حالات دخلوا الحدود بطريقة سريّة وهم مصابون بالرصاص الحيّ توقع أن يتطور الأمر مع تغلب الثوار على قوات القذافي. وصرّح بأنه تتوفر أخبار تقول بأنّ ما يناهز 60 ألف جريح في ليبيا لم يتمكنوا من الدخول الى تونس خوفا من القوات الليبية. وأضاف أنه في حال فتح الحدود التونسية الليبية فإن العدد سوف يتضاعف وأفاد أن اهتمام الطاقم الصحي يتوجه حاليا الى القيام ببرنامج خصوصي يضمّ جميع الأطراف الصحية ويتضمن هذا البرنامج حسب قوله التأكيد على استعداد جميع النقاط الصحية بمختلف مناطق الجمهورية لاستيعاب العدد الكبير من الجرحى المتوقع دخوله. وأضاف أن العنصر الثاني والمهم هو العناية بالنقل الصحي لنقل الجرحى واستخدام طائرة «الهيليكوبتر» إن لزم الأمر. وفي هذه الحالة تتولى وزارة الدفاع استغلال الطائرات العسكرية بمطار جربة و«الهيليكوبتر» التي يمكنها النزول في أي منطقة. وقال الدكتور الفقيه: «نتوقع دخول العديد من الاصابات القديمة، كذلك وهي التي تمّت معالجتها بطريقة عادية بسبب صعوبة التنقل الى المستشفيات. تراجع وحول عدد اللاجئين المتواجدين حاليا في رأس جدير وسبل الاحاطة بهم أفاد الدكتور الفقيه أنه يوجد يوم أمس (21 مارس) 7 آلاف و50 لائجا وذلك بعد ترحيل عدد كبير منهم حيث كان المعدّل في السابق في حدود 15 ألفا يوميا. وأشار إلى أنه منذ ثلاثة أيام بدأ عددهم يتراجع بصفة واضحة. وللاحاطة بهم ذكر أنه تمّ تركيز العيادات الطبية وذلك في اطار منظومة صحية متكاملة تم تأسيسها لاستيعاب 30 ألف لاجئ يوميا وأشار الى أنه تتوفر امكانية تطوير المخيّم لاستيعاب أعداد أكبر. وأوضح أن أكبر مخيّم يبعد 7 كلم على الحدود وطاقة استيعابه في حدود 20 ألف لاجئ وهو حاليا يؤوي 6 آلاف و300 لاجئ ويوجد كذلك مخيم آخر صغير بطاقة استيعاب 7 آلاف لاجئ وهو تابع للامارات وحاليا لا يؤوي غير 600 لاجئ من ألفين ممكن استيعابهم. وأضاف أنه يوجد مركز صحي آخر بالحدود تابع للحماية المدنية ويهتم بالذين يدخلون الى الحدود وهم عادة من الجرحى ومعدّل عددهم 150 يوميا وهؤلاء يتم اسعافهم وتوزيعهم بمراكز أخرى. وبخصوص المراكز الصحية أفاد أنه يوجد 5 مراكز وكلهم أطباء صحة عمومية ومن الجيش التونسي والجيش المغربي وقال بأنه يتوفر حاليا مستشفيان في الشوشة أحدهم ينتمي للصحة العسكرية وآخر للصحة العسكرية المغربية وهما يعتبران مرجعا صحيّا يتوفران على كل أنواع الاختصاصات حيث أن عدد المختصّين يناهز 50 طبيبا. وأضاف أنه يتم التعامل مع مستشفيات أخرى إن لزم الأمر بكل مناطق الجمهورية (صفاقسقابسمدنينتونس.. الخ). وذكر أنّ الطاقم الطبي يهتم كذلك بنقل الدم حيث تم توفير جميع الأجهزة اللازمة وأشار الى أنه حاليا يتمّ تأمين ألف عيادة طبية يوميا والعدد موجّه نحو الزيادة. وحول الصعوبات التي تواجهها الهياكل المعنية في رأس جدير أفاد أنه حاليا تمّ تجاوز كلّ الصعوبات السابقة كالتطهير وأماكن وضع الفضلات. وأكد أن جميع المرافق الأساسية حاليا متوفرة من بيوت راحة و«أدواش».