اكد مسؤول بالهلال الاحمر التونسي هنا اليوم ان المعبر الحدودي التونسي الليبي (راس جدير) شهد يوم امس ولاول مرة عبور مجموعة من الجرحى الليبيين في وضعية صحية حرجة تم نقلهم لتلقي الاسعافات وللعلاج في المستشفيات والمصحات بمدينتي (تطاوين) و(صفاقس) بالجنوب التونسي. واوضح عضو الهيئة التنفيذية والمنسق للهلال بالمنطقة الحدودية الدكتور سفيان القلال في تصريح هاتفي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هذه المجموعة من الجرحى الليبيين وصلوا بعد قطع مسافات طويلة الى المركز الحدودي (الذهيبة) الذي يبعد نحو 70 كيلومترا جنوبا عن (راس جدير) وتم نقل ستة جرحى الى مستشفى مدينة (تطاوين) ونحو 15 اخرين نقلوا الى المستشفيات والمصحات بمدينة (صفاقس). واشار القلال الى ان الجانب الليبي من هذا المركزالحدودي (الذهيبة) قد يكون وقع بالفعل بيد الثوار المناهضين لنظام القذافي طبقا لما ذكره العديد من شهود العيان الذين توافدوا من ليبيا الى تونس عبر هذا المركز. واضاف ممثل الهلال الاحمر التونسي ان القرار الاممي الاخير بفرض حظر جوي على ليبيا وما ترافقه من استعدادات حثيثة لتدخل عسكري خارجي محتمل اثارت تخوفات وتململا كبيرا في مختلف الاوساط والدوائر التونسية والدولية المتواجدة براس جدير لاسيما بشان احتمال تدفق هائل للاجئين الليبيين الفارين من التصعيد هناك الى الحدود التونسية الليبية. ومما زاد من حدة هذه المخاوف تسجيل حركة عبور مكثفة انطلقت منذ يوم امس ولازالت متواصلة لسيارات من المراسم والهيئات السياسية والبعثات الدبلوماسية تعبر مركز راس جدير الحدودي الى تونس وهي تقل عدة عائلات متجهة نحو مطار جربة الدولي للرحيل الى عديد الوجهات بعد غلق المجال الجوي الليبي امام أي حركة للملاحة. واكدت مصادر تونسية بمطار جربة ان معظم هذه العائلات القادمة من ليبيا بسيارات دبلوماسية تتجه نحو ايطاليا وهولندا وعدة بلدان اوروبية اخرى مخلفة وراءها اسطولا من السيارات اضافة الى جملة من الاسئلة المطروحة حول هوية الشخصيات العابرة للحدود والمتوجهة الى اوروبا والتي لم يكشف عنها. على صعيد متصل نقلت صحيفة (الصباح) التونسية عن مصادر حدودية انه سمع مساء امس دوي طلقات نارية واصوات قذائف زادت من انتشار الرعب والهلع بين اللاجئين والمسؤولين على الحدود التونسية الليبية قبل ان يعود الهدوء الى المخيمات. الا ان المراقبين في المنطقة الحدودية التونسية الليبية براس جدير اعتبروا قطعا فرار البعثات الدبلوماسية من ليبيا واسرهم على هذا النحو غير المسبوق وعبورها الحدود التونسية "مؤشرا كبيرا" لاحتمال حدوث قصف دولي يستهدف قوات القذافي. في هذا السياق اكد الدكتور القلال ل(كونا) ان طواقم الهلال الاحمر التونسي ومختلف المنظمات الاقليمية والدولية المتواجدة في رأس جدير سارعت منذ يوم امس الى عقد سلسلة من الاجتماعات الطارئة تحسبا لامكانية تدخل عسكري اجنبي بليبيا وما قد يفرزه من تفاقم للوضع وارتفاع منقطع النظير لعدد اللاجئين لاسيما من الليبيين الى الحدود التونسية الليبية. وذكر ان المنظومة الصحية بالمنطقة سارعت الى تدارس الوضع واتخاذ الاحتياطات الكفيلة بمواجهة أي طارىء في حال التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا واعداد المستشفيات والمصحات لاستقبال الجرحى الليبيين الذين قد يستوجب نقلهم الى تونس لتلقي الاسعافات الطبية في حالة المزيد من التصعيد الامني والعسكري في ليبيا. هذا وقد سجلت السلطات الحدودية التونسية ارتفاعا ملحوظا في عدد المهجرين واللاجئين من ليبيا منذ يوم امس مقارنة بالفترة السابقة والذي اصبح يتراوح حاليا بين 2000 و3000 لاجىء يوميا طبقا لممثل الهلال الاحمر التونسي بالمنطقة القلال. وسجل مركز راس جدير خلال ال24 ساعة الماضية عبور اكثر من 2500 لاجىء من بينهم 1400 ليبي و 250 سودانيا و 55 ماليا و 260 من غانا و 230 من بوركينا فاسو و 154 من التوغو و 37 تونسيا و 115 بنغاليا. كما تواصل المنظمة الدولية للاجئين جهودها لتمكين اللاجئين العالقين براس جدير من الرحيل الى بلدانهم فيما اكدت المنظمة ان حكومات كل من غانا وبوركينا فاسو ونيجيريا تواصل التنسيق مع الدوائر المسؤولة في ليبيا لتمكين رعاياها من المغادرة والتوجه نحو الحدود التونسية الليبية ما ينذر بارتفاع كبير لعدد اللاجئين خلال الساعات القليلة القادمة. وينتظر قدوم وزير الخارجية البنغلاديشي الى راس جدير ظهر اليوم للاطلاع على عمليات اجلاء رعايا بلاده العالقين الى وطنهم فيما تتواصل على قدم وساق الرحلات المنطلقة من مطار جربة الدولي لترحيل اللاجئين وذلك بتسجيل انطلاق 13 رحلة مكنت من اجلاء ما مجموعه 2600 شخص حتى منتصف الليلة الماضية منها 4 باتجاه الخرطوم و4 نحو بنغلاديش و4 نحو مالي ورحلة واحدة باتجاه القاهرة.