لم تكن ثورة 14 جانفي عائقا لشلّ الحركة الثقافية في البلاد بل كانت حافزا ومادة شجعت على العمل والنشاط في جلّ المجالات فمن أغاني الثورة إلى موسيقى الراب التي ضربت بقوة انطلق بعض المخرجين السينمائيين في التحضير لبعض الأعمال التي تلخص ثورة الحرية والكرامة ومع هذه الأنشطة المختلفة كان للمسرح نصيب الأسد في الأعمال الجديدة التي فجرّتها الثورة. مسرحيات بالجملة وأنشطة يومية وأعمال متواصلة تشهدها مراكز الفنون الدرامية والركحية هذه الأيام. هذه المراكز المتفرّعة على كل من الكاف وقفصة وصفاقس ومدنين وتونس تشهد هذه الأيام نقلة نوعية على مستوى الادارة ومن ذلك عزل مدير مركز الفنون الدرامية بالكاف وشغور مكتب مدير أم العرائس (إحالة المدير على التقاعد) في حين يعيش مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس حالة من الانتعاشة وهو ما أكده السيد صابر الحامي مدير المركز. حيث يعمل هذا المركز على اخراج مجموعة من العناوين المسرحية التي تدور مواضيعها حول ثورة 14 جانفي ومن ذلك مسرحية «يلعب حافي» للهاشمي العايب تمثيل رفيق وردة وسفيان الداهش وسعيدة الحامي هذا العمل يتمحور حول «التصمصير» في الرياضة. أما العمل الثاني فهو يعبّر عن الثورات العربية التي سجلها التاريخ هذه الأيام وعنوان «العمالقة تحكم المدينة» نص عماد الحضري إخراج حاتم الحشيشة. .. على وقع الثورة وأضاف مدير المركز أن البرنامج يمتد الى شهر أفريل المقبل مؤكدا أن للثورة تأثيرا في ذلك وخاصة في المواضيع المطروحة مضيفا أن المبدع يتنفس الفعل ويحيا على وقعه بشكل إبداعي. وعن الأعمال القادمة يقول السيد صابر الحامي هناك عمل جديد تحت عنوان «شارع الحرية» يتمحور حول الحرّية والثورة وسوف يكون جاهزا بعد صائفة 2011. «عشيري» و«القنطرة».. عناوين أخرى ينتجها مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس الى جانب عدّة أنشطة وبرامج تهم الطفل ومن ذلك نادي وورشة الحكاية. أعمال جديدة «ترى ما رأيت»، «يزي وعزة».. عناوين جديد يحتضنها مركز جديد وهو مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين الذي يفتتح رسميا يوم 26 مارس بندوة بعنوان «أي مسرح نريد؟» وهي تبحث في أشكال ومضامين المسرح بعد الثورة. وقد أعدّ المركز مجموعة من المسرحيات من ذلك «شارع القرف» ليوسف مارس وفرحات دبّش عن نص لوليد دغسني، و«ترى ما رأيت» لأنور الشعارفي عن نصوص لكمال بوعجيلة و«يزّ عزّة» لعلي اليحياوي عن نصّ 3 عجائز ل«أليخندرو جيدروسسكي». هذه الأعمال المسرحية تعالج عدّة قضايا تتمحور أغلبها حول ثورة 14 جانفي. هذه الثورة التي اندلعت من أجل الحرية والكرامة والعيش الكريم كان تأثيرها شاملا وعميقا ولعل ما نراه اليوم من أنشطة متنوّعة وخاصة في المسرح خير دليل على ذلك.