أحتضن فضاء التياترو مساء الأثنين 21 مارس الجاري أربعينية الفنان الرّاحل أمحمد مطيمط (19382011)بحضور عدد كبير غصّ بهم مسرح التياترو. مطيمط الذي حمل جرجيس بين أصابعه وحلّق بها عاليا وحوّلها الى رمز فنّي كان حاضرا في التياترو وكأنّه لم يرحل وهل يرحل من كان في عبقريته وعمق تجربته ورؤيته الانسانية للفن الذي قال عنه أنه رسالة في الشريط الوثائقي الذي أعدتّه نعيمة بن عمّار وتحدّث فيه «عم أمحمد «كما كنت أناديه عن طفولته وصباه وشبابه وأسفاره الى أوروبا من أجل النهل من عيون الفن التشكيلي. فلا أحد من الفنانين جمع بين أصابعه ما جمعه مطيمط إذ كان يمارس النحت والنسيج الفنّي والرّسم المائي والزيتي.. وكان مطيمط معلّما فعلا بالمعنى التربوي والمعنى الفنّي وكان يعتزّ بأنّه منح مفاتيح «الصنعة» لتلاميذه أطفالا وكهولا وبعضهم أصبح فنّانا معروفا اليوم. عاش مطيمط مع كبار الفنّانين التونسيين وكان بارعا في رسم البورتريه وفي التصوير وكان نسّاجا ماهرا وربّما هو الوحيد الذي كان ينسج أعماله الفنيّة بنفسه ولا يمنحها لورشات الصناعات التقليدية. ولذلك كان من مؤسسي مجموعة 70 التي مثّلت تحوّلا في التجربة التشكيلية في تونس منذ معرضها الأوّل في نهج ابن خلدون. في موكب الأربعينية شهادات عن مطيمط قدّمها عدد من الفنّانين كعبد المجيد البكري وعدد من الأصدقاء والاقارب فامحمد مطيمط كان مفردا بصيغة الجمع عاش من أجل الآخرين وكافح من أجل تربية أبنائه ورغم معاناته الصحيّة لم يتخلّ عن التدريس في مرسمه الى أخر أيّامه فقد كان الرّسّم هو حياته الحقيقية. قيل الكثير عن مطيمط في هذا الموكب لكن الذي لم يقل أكبر.. امحمد مطيمط عاش للفن ومات بلا أوسمة.