واشنطن «الشروق» محمد سعيد: يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب عودته من جولته في عدد من بلدان أمريكا الجنوبية الجدل الذي يسود الكونغرس الأمريكي حول مدى شرعية قراره بمشاركة الولاياتالمتحدة في الحملة العسكرية على ليبيا تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1973. حيث يطالب العديد من قيادات الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء بالرد على الكثير من الأسئلة الملحة والمشروعة وفقا للرسالة التي وجهها إليه الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بوهنر. وفي الوقت الذي يشدد فيه الرئيس أوباما وحكومته على أن الدور الأمريكي في هذه العمليات محدود ويكمن في توفير القدرات الأمريكية الفريدة لدعم قوات التحالف خلال جهود فرض حظر الطيران في ليبيا، فإن أعضاء في الكونغرس يطعنون في شرعية قرار المشاركة ويقولون إن الدستور الأمريكي ينص صراحة على أنه يتعين على الرئيس الحصول على موافقة الكونغرس للمشاركة في أي حرب. وقد جاءت رسالة بوهنر عشية عقد مجلس الأمن بطلب من روسيا (جلسة يوم الخميس) لبحث تطورات الحرب الأمريكية البريطانية الفرنسية على ليبيا. ويرى معلقون أن رسالة بوهنر تأتي أيضا في سياق الضغط على أوباما لتوضيح ماتأمل الإدارة في تحقيقه من خلال التدخل العسكرى في ليبيا..بينما دافع عدد من كبار الديمقراطيين بمجلس الشيوخ عن معالجة أوباما للأزمة. وقال بوهنر إن «الإدارة بعثت برسائل متضاربة بشأن أهدافها في ليبيا ..إن الشعب يستحق توضيحا أكثر شمولا بشأن أهداف المهمة العسكرية والكيفية التي سيقيس بها البيت الأبيض نجاحها». وأكد بوهنر في رسالته على شكوى أعضاء مجلسي الكونغرس التي أثاروها في الأيام الأخيرة..وأسفهم لعدم اتاحة فرصة للتشاور مع زعماء الكونغرس ، وفق العرف، قبل قرار القائد الأعلى لنشر قوات قتالية من رجال ونساء القوات المسلحة. وكان بوهنر قد أبدى لهجة أكثر حيادية في وقت سابق.. وقال إن لدى أمريكا التزاما اخلاقيا لمساعدة خصوم العقيد معمر القذافي في الوقت الذي دعا فيه البيت الأبيض الى تحديد نيته ..الا أن خطاب أوباما أمس أثار مخاوف متزايدة في الكونغرس بشأن استخدام القوة دون مشاركة من جانب مجلسي النواب والشيوخ، والشك بشأن المدة التي ستقود بها وحدات الجيش الامريكي العمل العسكري . ويذكر أن الكونغرس الأمريكي الآن في عطلة قصيرة تمتد أسبوعا فقط، غير أن هذا لم يمنع ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ المقربين لاوباما من الدفاع عنه وتوقعوا بأن يفوز بدعم مجلسي الكونغرس لدور أمريكا فى ليبيا في حال احالة ذلك للتصويت عندما يعود الكونغرس الى العمل الاسبوع المقبل. وقال بوهنر إنه «بسبب تضارب الرسائل من الادارة وشركائنا بالتحالف فان ثمة عدم وضوح بشأن أهداف المهمة وماهية مصالحنا الامنية وكيفية تناسبها مع سياستنا بعيدة المدى بالشرق الأوسط». ويذكر أن الدستور الأمريكي يمنح الرئيس الأمريكي بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، صلاحية المشاركة في عمليات عسكرية تقل مدتها عن ستة أشهر بدون الحصول على موافقة الكونغرس، ولكن يتطلب الأمر إبلاغهم. غير أن أعضاء الكونغرس يتخوفون من إمكانية إطالة أمد التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا للإطاحة بالعقيد القذافي.