بدأت قوات العقيد معمر القذافي أمس هجومها الجوي على مدينة بنغازي معقل الثوار الذين نفوا أنباء سيطرة «القذافي» على مدينتي «أجدابيا» و«مصراتة» وأكدوا في المقابل تصديهم للكتائب الأمنية وإلحاقهم بها خسائر بشرية ومادية جسيمة وسط أنباء عن مقتل أكثر من 30 شخصا في أجدابيا كلهم من النساء والاطفال وأعلن الجيش الليبي وقف عملياته العسكرية يوم الاحد المقبل مهددا باستهداف أية طائرة أو بارجة عسكرية في حوض البحر الأبيض المتوسط في حال توجيه ضربة عسكرية لليبيا . وأفاد شهود عيان قيام المقاتلات الحربية النظامية بقصف مطار بنينة على مسافة 10 كيلو مترات جنوب مدينة بنغازي. وأكدوا أن الوضع في البلدة متسم بالهدوء الحذر والترقب المشوب بالحيرة والقلق من احتمال ابادة جماعية في بنغازي. اسقاط طائرة وقال عضو لجنة الدفاع عن مدينة بنغازي عادل البرعصي ان الثوار تمكنوا من اسقاط طائرة نظامية مشيرا الى أنه يتم البحث حاليا عن الطيار في كافة الشواطئ. وأضاف البرعصي ان مدرجات مطار «بنينة» سليمة وجاهزة للاقلاع والهبوط فيها مشيرا الى أن القذافي يسعى الى ترويع المواطنين بشكل كبير ويشن حربا نفسية عليهم. وكان الجيش الليبي قد طلب من سكان بنغازي القاء السلاح والاستسلام لأفراده المتوجهين نحو البلدة. كما نقلت محطة «أل بي سي» التلفزيونية عن القذافي قوله انه لا يتوقع نشوب معركة بين قواته والثوار في بنغازي مشيرا الى أن المواقع التي يتحصن فيها المسلحون يجري «تطهيرها» بمساعدة الشعب وفق قوله. وفي مصراتة أفادت مصادر قريبة من الثوار تكبد كتائب العقيد خسائر كبيرة حيث فقدت 16 دبابة وان كتيبة من وحدتها القتالية محاصرة حاليا من كافة الجهات. ونفى الثوار سقوط المدينة في يد القذافي مشيرين الى أنه عقب القصف الليلي العنيف الذي تعرضت له البلدة ساد هدوء وسط تحركات من كتائب القذافي لرص صفوفهم واعادة الاغارات عليها. سيطرة وحسم وفي المقابل، أعلن التلفزيون الليبي عن سيطرة الجيش الليبي على المدينة وقيام قواته ب«تطهيرها» من المتمردين. وكان القذافي قد صرح الليلة قبل الماضية في كلمة بثها التلفزيون الرسمي بأن قواته ستخوض يوم الخميس أمس معركة حاسمة في مصراتة. ودعا العقيد شباب مدينة مصراتة الى حمل السلاح ل«تحرير مدينتهم من حفنة المرتزقة» وفق تعبيره. أما في «أجدابيا» فتشير أكثر الأخبار الواردة منها الى سيطرة قوات القذافي على الجهة الشرقية منها وتمركز الثوار في الاجزاء الباقية. ونقلت مصادر اعلامية عن شهود عيان قولهم ان المعارضة نجحت في السيطرة على وسط البلدة كما نقلت عن جنود حكوميين تأكيدهم أنهم يجدون مقاومة شرسة من الثوار في المواقع المتقدمة لهم من «أجدابيا». وأكدت وكالة «رويترز» أن مناطق سكنية في بلدة أجدابيا تعرضت الى قصف مدفعي عنيف يوم أمس. وأدت الاشتباكات الى سقوط أكثر من 30 قتيلا من بينهم مسنون لا يقدرون على حمل السلاح. وفي وقت لاحق قال التلفزيون الليبي ان قوات القذافي بسطت سيطرتها على مرفإ «الزويتينة» النفطي وأنها تتقدم صوب بنغازي. في المقابل، كذب الثوار كافة الأنباء الواردة من التلفزيون الليبي عن استيلاء القذافي على معظم المناطق الشرقية وأكدوا أنهم أسروا أكثر من 850 جنديا. وقال حمدي موافي ان كلام القذافي عن اقترابه من بنغازي كلام فارغ وشائعات والحقيقة ان الثوار يقتربون من القضاء على القذافي. وأضاف: لدينا أسلحة تكفي لهزيمة اسرائيل نفسها وليس القذافي... والمخازن مكدسة بالاسلحة في الجبل الأخضر والبيضاء وأجدابيا وطبرق وما يرهقنا فقط كامن في القصف الجوي لمقاتلات العقيد. وأكد أن الثوار مستعدون للدفاع عن مدنهم المحررة بكل الطرق. وفي ذات السياق الميداني، ذكرت وكالة الانباء الليبية ان الجيش الليبي أعلن عن ايقاف عملياته العسكرية ضد العصابات الارهابية» يوم الاحد المقبل وذلك لاعطائها مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنها. ولم توضح وزارة الدفاع مدة توقف العمليات العسكرية. كما هدد الجيش الليبي الدول الغربية باستهداف الملاحة البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط في حال شنت هذه الدول حربا على ليبيا مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيستمر على المدى المتوسط والبعيد .