قال قيس الدالي الرئيس المدير العام للمجمع الكيميائي لدى اجتماعه بممثلي اهالي قابس انه جاء مفوضا من الحكومة المؤقتة وعليه العودة اليها قبل اتخاذ أي قرار وانه لا يستطيع ان يقدم حلولا فورية امام سقف المطالب المرتفع وتنوعها من تشغيل وتلوث وصحة وتنمية وغيرها من المطالب الجماعية. هذه المطالب تداول على طرحها عدد كبير من أهالي قابس ممثلين لجهات ومعتمديات وفئات مختلفة ادى بها التهميش كما يقولون الى حالات من الاحتقان باتت تنذر بالخطر بعد أن كثرت الاعتصامات واغلقت الطرق المؤدية الى المجمع الكيميائي وغيره من المعامل بالمنطقة الصناعية بل واستبطن بعضهم في كلامه تهديدا واضحا رغم وعيهم بضرورة عودة الحياة الى طبيعتها لانهم جزء من هذا الوطن ولا يريدون له الا الخير. اغلب المتدخلين رفضوا ما تم تداوله خلال الايام الاخيرة من اقتراح المجمع توفير حوالي 1700 موطن شغل جديد للجهة باعتبارها لا تفي بالغرض بالنسبة الى أكثر من 33 ألف عاطل عن العمل من بينهم 19 الفا صاحب شهادة عليا واقترحوا في المقابل ان يتم انتداب 10 آلاف عاطل عن العمل في مرحلة أولى لتهدئة غليان الشارع الذي قد ينفلت من عقاله ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه. الاهالي ينتظرون حلولا واقعية بعيدة عن التسويف والمماطلة والتهميش معتبرين ان التلوث ساهم بنسبة تصل الى 90 ٪ من تراجع التنمية بالجهة بعد أن قضى على الثروة الحيوانية البحرية واحرق غابات النخيل وقلص من أهمية السياحة بالجهة فالأولى والحالة تلك ان تقدم المؤسسات الملوثة دعما ماليا لصندوق التنمية من أجل المساهمة في الحد من التلوث وتوفير مواطن الشغل وتقديم تعويضات لكل متضرر من التلوث ولعل من أوكد المطالب انجاز مستشفيات جامعية وتجهيزها وتوفير الادوية بها لمعالجة المتضررين من التلوث بدل نقلهم الى مستشفيات اخرى مع ما في ذلك من هدر للطاقة وللمجهود البشري. ردود والي قابس والرئيس المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي بعد سيل المداخلات كانت مقتضبة باعتبار ان هذه الجلسة على حد قولهما للاستماع لمطالب الاهالي والتشاور فيها مع الحكومة المؤقتة قبل تقديم الحلول الممكنة دون اعطاء وعود قد لا تتحقق على أرض الواقع لاستحالتها وأكد والي الجهة ان مختلف المصانع المنتصبة في المنطقة الصناعية والملوثة للبيئة مطالبة هي الأخرى بتقديم يد العون والمساهمة في توفير مواطن شغل لشباب الاهالي. الرئيس المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي أكد في ختام حديثه ان خلاصة المفاوضات سيقع تقديمها للأهالي أمس وستكون نابعة من الارادة السياسية للحكومة المؤقتة لانه لا يستطيع تقديم وعود حاسمة باعداد مواطن الشغل بعيدا عن المسار العام للحكومة.