ما الذي يحدث في اتحاد الفلاحين؟ وما نهاية الاختلافات والانشقاقات التي عرفتها المنظمة منذ استقالة الرئيس السابق؟ وأي منعرج سوف تتخذه في ظل تولّي شخصين الرئاسة وهما السيد نورالدين بن عيّاد والسيد مصطفى الأسود؟ أسئلة كثيرة تطرح حاليا عند الحديث عن منظمة عريقة لها دور كبير في قطاع الانتاج وتوفير الغذاء. وحسب آخر المعطيات المتوفرة لدينا انعقد صباح أمس الاول مجلس مركزي بولاية سوسة للنظر في تعيين رئيس المنظمة خلفا للرئيس المؤقت السيد نورالدين بن عياد. وأسفر الاجتماع عن تعيين السيد مصطفى الأسود في انتظار عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب رئيس المنظمة وأعضاء مكتب تنفيذي جدد وجاء هذا القرار حسب مصادرنا نتيجة الاجراء الذي اتخذه السيد نورالدين بن عياد كرئيس مؤقت والمتمثل في حلّ المكتب التنفيذي والاتحادات الجهوية حيث لاقى هذا القرار استياء من بعض أعضاء المكتب التنفيذي وهياكل الاتحادات الجهوية الشيء الذي دفع بالرئيس المؤقت الى التوضيح بأن الحل لا يشمل غير الاتحادات الجهوية التي تعاني اشكاليات صلبها. واعتبر بعض أعضاء المكتب التنفيذي ان السيد نورالدين بن عياد ليست له وفقا للقانون الداخلي للمنظمة سلطة اتخاذ هذه القرارات وتقدّموا ضده بقضية في الغرض. استقالات وسحب ثقة وفي الاثناء قرر بعض اعضاء المكتب التنفيذي تقديم استقالات منها ما هو اختياري ومنها ما جاء تحت ضغط الفلاحين. وتحتوي قائمة الاستقالات على السادة عبد الحميد الورغي وكريم داود ومنية بن عمر وعلي بالحاج مبارك ومحمد العباسي. وبهذه الاستقالات يصبح المكتب التنفيذي مبتورا وفي حاجة الى انعقاد مؤتمر استثنائي لانتخاب تركيبة جديدة منتخبة من قبل القواعد. وفي المقابل قرر أعضاء المجلس المركزي الذين اجتمعوا بسوسة صباح أمس الاول سحب الثقة من السيد نورالدين بن عيّاد وانتخاب مصطفى الاسود الى حين انعقاد المؤتمر مع اتخاذ قرار احداث ثلاث لجان الاولى تنظر للإعداد للمؤتمر والثانية لمراجعة النظام الأساسي والثالثة للنظر في تنمية موارد المنظمة. وهذه اللجان سوف تنفتح حسب مصادرنا على جميع الكفاءات وتكون ايضا في مستوى الجهات. والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف ستعيش المنظمة في ظل رئاسة شخصين؟ والى ماذا سيؤول هذا الاختلاف؟ خاصة وقد علمت «الشروق» ان السيد مصطفى الاسود لم يباشر أمس مهامه كرئيس مؤقت للاتحاد وان السيد نورالدين بن عياد لم يباشر العمل بسبب وعكة صحية. كما علمنا ان مجموعة من الفلاحين تجمعوا بالاتحاد المركزي معبّرين عن رفضهم لرئاسة السيد مصطفى الاسود. وعموما المنظمة الفلاحية في حاجة الى لملمة صفوفها وترتيب بيتها الداخلي بعيدا عن «تسونامي» الاختلافات التي ليست في صالح اطارات الاتحاد ولا هياكله المركزية والجهوية ولا الفلاح ولا المواطن الذي يكتوي بنار الاسعار.