أثارت الاحتجاجات التي عمّت مختلف المدن السورية انتقادات من داخل البعثات الديبلوماسية السورية في الخارج حيث بادر سفير سوريا في الهند رياض كامل عباس بتقديم استقالته من منصبه احتجاجا على مقتل العشرات، جراء قمع أجهزة الأمن السورية للمحتجين الذين أبدوا تصميما على الخروج الى الشوارع مرة أخرى انتصارا لمدينة درعا التي بدأت منها الاحتجاجات وشهدت أكبر عدد من القتلى. وأكدت قناة «العربية» ان القناصة استهدفوا متظاهرين في مدينة «اللاذقية» وقتلوا 4 أشخاص. فقد كشفت مصادر المعارضة السورية ان عباس أقدم على هذه الخطوة احتجاجا على ما سمتها «المجزرة الدموية في درعا، التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء». وقالت المصادر ان السفير يناقش مع وزير خارجية الهند «إمكانية اللجوء السياسي المؤقت في الهند ريثما يرحل الأسد وعائلته عن سوريا». والاستقالة هي الأولى من نوعها لديبلوماسي سوري منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية بسوريا وقد جاءت بعد يوم واحد من المظاهرات التي شهدتها شوارع سوريا وكانت أعنفها في مدينة الصنمين التابعة لمحافظة درعا وسقط فيها عدد من القتلى والجرحى بنيران قوات الامن. ونقلت وكالة الأنباء السورية أمس عن مسؤول سوري قوله إن مظاهرات الجمعة أوقعت 13قتيلا من بينهم رجلي إطفاء وأحد الموظفين الذين تم قتلهم على يد المتظاهرين فيما أكد ناشطون حقوقيون مقتل 25 شخصا. وكانت السلطات السورية أعلنت الليلة قبل الماضية الافراج عن نحو 200 من السجناء السياسيين الموقوفين في سجونها منذ سنوات بعد أسبوع من المواجهات بين المحتجين المطالبين بالاصلاح والحرية وقوات الامن. لكن هذه الاجراءات لم تمنع تعميم الدعوات الى مظاهرات جديدة في جميع المدن السورية تعاطفا مع درعا التي تجمّع فيها أمس المئات وشارك آلاف آخرون في تشييع قتلى مظاهرات أمس الأول. في الأثناء اعترفت السلطات السورية بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح في المظاهرات الشعبية التي جرت أمس الأول. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية ان مجموعة مسلحة استغلت تجمعا لبعض المواطنين في مدينة حمص وسط البلاد واقتحمت نادي الضباط وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار مما أدى الى استشهاد المواطن عادل فندي وإصابة آخرين. وجددت الحكومة السورية أمس تأكيدها ان قوات الأمن ستواصل ملاحقة العناصر المسلحة التي تروّع السكان والأهالي وتحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين دون ان تقدّم المزيد من الايضاحات حول تفسير هذا الخطاب. وجاء ذلك وسط معلومات بأن قوات الأمن هاجمت الليلة قبل الماضية تجمعا احتجاجيا جرى في مدينة دوما القريبة من دمشق واعتقلت نحو 200 من المشاركين فيه لكنها أفرجت عن معظمهم في وقت لاحق. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن ناشطين قولهم ان نحو 4 آلاف شخص شاركوا في التجمع وأن القوى الأمنية قامت بمهاجمتهم بعد قطع التيار الكهربائي مستخدمة العصي والهراوات مما أدى الى إصابة عدد منهم بجروح.