استقالة نائبين ومفتي درعا احتجاجا على «القمع الدموي» للمظاهرات دمشق وكالات تواصل أمس القمع العنيف للمتظاهرين سلميا في سوريا حيث أفادت الأنباء عن سقوط ما لا يقل عن 13 مواطنا سوريا قتلى برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار على حشود كبيرة كانت تشارك في تشييع قتلى اليوم السابق. وكان نحو مائة قتيل سقطوا أول أمس خلال مظاهرات عمت سوريا وأطلق عليها مظاهرات الجمعة العظيمة حسبما أفادت وكالات الأنباء العالمية استنادا إلى شهود عيان من المواطنين ومصادر طبية سورية. وقد دفع العنف الدموي الذي جوبهت به مظاهرات يوم أول أمس بنائبين في مجلس الشعب عن محافظة درعا السورية وكذلك مفتي هذه المحافظة المعين من جانب الحكومة رزق عبد الرحمان أبا زيد إلى إعلان استقالتهم احتجاجا، فيما أدان عدد من الدول ما وصفته ب»القمع العشوائي والعنيف» للمتظاهرين في سوريا. وقال شاهد عيان أمس إن قوات الأمن السورية قتلت خمسة أشخاص في قرية أزرع الجنوبية القريبة من درعا أثناء تشييع عشرات الآلاف لعدد من القتلى سقطوا في احتجاجات الجمعة. وفي حي برزة في دمشق قال ناشط حقوقي إن القوات السورية قتلت بالرصاص ثلاثة أشخاص أثناء جنازة محتجين. وذكر الشهود أن مشيعي الجنازة كانوا يرددون «الشعب يريد إسقاط النظام»، مطالبين الرئيس السوري بشار الأسد بنقل الجنود إلى مرتفعات الجولان المحتلة.
استقالة نائبين ومفتي درعا
إلى ذلك أعلن ناصر الحريري وخليل الرفاعي استقالتهما من المجلس احتجاجا على ما سمياه قتل عناصر الأمن للمحتجين. وقال الحريري لقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية إن سبب استقالته هو فشله في حماية الشعب السوري من «رصاص الغدر» الذي تطلقه قوات الأمن، متسائلا عمن يصدر الأمر بإطلاق النار بعدما وعد الرئيس السوري وجهاء محافظة درعا بعدم إطلاق النار وأضاف الحريري إن القناصة الذين يعتلون أسطح المقرات الحكومية هم حكما عناصر أمنية لأن لا المواطن العادي ولا حتى المتسلل يستطيع الوصول إلى هذه المباني. من جهته قال الرفاعي لنفس القناة الاخبارية الفضائية إن سبب استقالته هو عدم استطاعته حماية أهالي درعا الذين أوصلوه الى البرلمان. وناشد الرفاعي الرئيس السوري التوصل الى حل سياسي لأن الحل الأمني فشل برأيه. كما أعلن رزق عبد الرحمان أبا زيد مفتي محافظة درعا استقالته أمس لنفس السبب بالقول «لكوني مكلفا بالإفتاء فأنا أتقدم باستقالتي نتيجة سقوط الضحايا والشهداء برصاص الأمن. وقبل قليل قمنا بتشييع عشر جنازات في أزرع. ونحن نشيع الجنازات.. الرصاص كان على أبنائنا مرة بعد مرة فنرجو حلا لهذا الأمر ولا نطلب الحل الأمني الذي يزهق أرواح الأبرياء.» وأشار إلى أنه حينما تم الإعلان «على أعلى المستويات» بأنه لن يتم استهداف المحتجين فإنه على أرض الواقع لم يكن الأمر كذلك.
ضحايا الجمعة الدامية
وقالت مصادر حقوقية إن «الجمعة العظيمة» شهدت مقُتل أكثر من مائة شخص وأصيب عشرات بنيران قوات الأمن في مسيرات واحتجاجات خرجت في مدن عدة. وذكر أول بيان للنشطاء تحت اسم لجنة التنسيق المحلية أن القتلى سقطوا في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتى حمص وحماة ودمشق وقرية أزرع. وقال بيان النشطاء إن إلغاء قانون الطوارئ عديم الجدوى دون إطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين وحل جهاز الأمن. وأضاف أن إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة وإقامة نظام سياسي ديمقراطي أمر أساسي لإنهاء القمع في البلاد. ويُعد الجمعة حتى الآن أكثر الأيام دموية خلال شهر من المظاهرات التي تصاعدت مطالبها ووصلت الى إسقاط النظام السياسي في بلد يبلغ عدد سكانه عشرين مليون نسمة. وقال ناشطون حقوقيون إنه بأعمال العنف أمس ارتفع إلى أكثر من 300 عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 18 مارس الماضي في درعا.
إدانات دولية
دوليا أدانت فرنسا «القمع العشوائي والعنيف» للاحتجاجات في سوريا ودعا وزير خارجيتها آلان جوبيه السلطات السورية إلى التخلي عن استخدام العنف. كما أدانت ايطاليا بشدة قمع التظاهرات مشددة على «ضرورة احترام حق التظاهر سلميا». وقالت الخارجية الايطالية في بيان إنها تتابع بقلق كبير تطور الأحداث في سوريا وتدين بشدة القمع العنيف للمتظاهرين. من جانبها دعت روسيا أمس إلى تسريع الإصلاحات في سوريا وأعربت عن قلقها من تصاعد التوتر والمؤشرات إلى مواجهات تتسبب في معاناة أبرياء، فيما طالب رئيس الإتحاد الأوروبي جيرزي بوزك السلطات السورية بتلبية تطلعات الشعب المشروعة، وفتح تحقيق مستقل في أحداث «القتل» التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما شجب الليلة قبل الماضية استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، متهما النظام السوري بالسعي للحصول على مساعدة إيران «لقمع التحركات الاحتجاجية». كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين في سوريا، داعيا إلى وقفه فورا وإجراء تحقيق مستقل شفاف.