تساؤلات حول الرئيس المخلوع والحكومة المؤقتة... وحول الاختلافات والحريات؟ التساؤل عن عائلة الرئيس المخلوع وأصهاره الذين قد يفلتون من المحاكمة القضائية بدأ يتضخم خلال الفترات الاخيرة وبشكل كبير في مختلف الأوساط السياسية والاجتماعية خاصة أن «الحكومة» لم تحرك ساكنا بعد واكتفت بمطالبة السلطات السعودية بالتسليم والحال ان المنطق يفرض عدم التراجع أو السكوت عن هذه المسألة الحساسة والدقيقة اذا أردنا فعلا ترسيخ مبادئ الثورة وتطلعات الشعب التونسي وحماية هيبة الدولة؟؟ قطع مع الماضي... ولكن؟! الثورة تعني فيما تعنيه القطع مع الماضي واحترام المبادئ والحريات وترسيخ الديمقراطية غير ان بعضهم وفي أكثر من جهة مازال التعلق بالماضي كبيرا لديهم لتتجلى حقيقة الخطر الذي قد يداهمنا بعد 24 جويلية المقبل؟ الاعتصام... والتنبيه؟؟!! نبهت وزارة الداخلية الى خطورة التحريض على العنف والاعتصامات التي ترى أنه لا مبرر لها غير إثارة الفوضى وقد تكون في هذا التنبيه خلفية أخرى وقرار آخر ننتظره بين الفينة والأخرى حتى وإن كنا وسنظل جميعا وعلى مرّ السنين نؤكد على أن التحريض على العنف مثلا والنزعات الضيقة المقيتة والفوضى وكل أشكالها مرفوضة مقابل اعتبار الاعتصام نوعا من الاحتجاج الذي يتم اعتماده في صورة استنفاد كل سبل الحوار مثله مثل الاضراب؟ البورجوازية... وشريان الاقتصاد؟ بعضهم يريدون الثورة «بورجوازية» وعلى بساط أحمر تتزركش جوانبه بالورود دون أي تأثير مؤكدين ان زلزال هذه الثورة يعطل شريان الاقتصاد... والحال أنها ثورة ومشهود لها بالنموذجية والرائقة والحضارية الى أبعد الحدود..؟؟ الوزير قال «لا»..؟؟!! أكد بعضهم أن المعتصمين بوزارة الشباب والرياضة من الذين قطعوا أكثر من (350) كلم على الأقدام من أصحاب الشهائد العليا في اختصاصات التنشيط الشبابي والتربية البدنية حرصوا على مقابلة الوزير من خلال بعض ممثّليهم غير ان الوزير «قال لا» على حد تعليق الأمين النهدي وهو ما عمّق الجرح أكثر ليكون لكل مبرّره ولكن أين الحوار وعمليات التهدئة والحال أنهم جاؤوا من القصرين؟؟ بين الحقيقة... والخوف؟! من غرائب الصدف ان أحدهم هاتفني مؤكدا انه تحصل على رقم الهاتف من زميل «مراسل» بتلك الجهة ولذلك فإنه لا يتردد في شكر الاعلاميين الذين انصهروا في مبادئ الثورة وكتبوا كل الحقيقة أو بعضها مدعمين ذلك بوثائق حساسة ودقيقة مبرزا ان كل الاقنعة تم رفعها.. الى حد هنا الامر عادي.. أما الغرابة فإنها تكمن في خوفه على هؤلاء الاعلاميين من قوى الجذب الى الوراء وجيوب الردّة الذين بدورهم رفعوا الأقنعة وأصبحوا يشتمون ويهددون ويتوعّدون؟ الاختلافات... والحريات؟ بشكل أو بآخر فإن الاختلاف لا يفسد للود قضية ومن المفروض أن نرسّخ هذه العقلية وهذا التقليد في أذهاننا جميعا دون التحامل أو المجاملة باعتبار أننا نرنو جميعا الى ارتقاء كل فرد من مجتمعنا الى مستوى الديمقراطية الراقية التي تبدأ بالحرية وباحترام الرأي المخالف كما علينا القضاء على «الجهوية الضيقة» المقيتة التي مازالت تنخر عقول البعض وتهدد الحريات الفردية والجماعية كما تهدد الديمقراطية.