في إطار أنشطتها التنموية وبمناسبة اليوم العالمي للماء نظمت مؤخرا لجنة الموارد المائية لجمعية البحث والدراسات في ذاكرة سوسة ندوة علمية تحت عنوان «الماء والتغيير المناخي»، تحت رعاية الأممالمتحدة الضابطة لموضوع هذه الندوة ككل سنة وأيضا تحت رعاية المنظمة العالمية للتغذية والزراعة. احتضن فعاليات هذه الندوة المركب الثقافي بسوسة والتي افتتحها السيد سالم حمدي كاتب الدولة للفلاحة والبيئة الذي أشار في كلمته الافتتاحية الى أهمية القطاع الفلاحي ودور الماء في هذا القطاع في ظل مجمل التغييرات المناخية التي يشهدها العالم عموما وأكد السيد سالم على ضرورة دعم المناطق الفلاحية بالأماكن الداخلية خاصة اعتبارا لأهمية القطاع الفلاحي اقتصاديا واجتماعيا. واقع محيّر واستشراف مؤكد ترأست الجلسة العلمية الدكتورة روضة القفراج التي مهدت فعاليات هذه الندوة بالتعريج على الموارد المائية فيما تمحورت المداخلة الأولى حول استراتيجية تأقلم القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية مع التغييرات المناخية أمّنها السيد محمد الأزهر العشي عن المعهد الوطني للرصد الجوي، وعنون السيد عياض اللبان مداخلته ب«الماء وتحدّيات التغييرات المناخية». أما المداخلة الثالثة، فقد ركز فيها السيد محمد المريد على مسألة الاقتصاد في الماء في ظل التغييرات المناخية، ودار محور المداخلة الأخيرة حول الرصد الجوي والماء من طرف السيد خضير التونسي عن الرصد الجوي بسوسة، وعكست مختلف هذه المداخلات واقعا محيّرا لمسألة الماء والتغييرات المناخية ممّا يشرّع بصفة مؤكدة مختلف الدراسات السابقة واللاحقة والمتعلقة بالقطاع الفلاحي بصفة خاصة التي تستدعي رؤية استشرافية عملية تستمد من واقع القطاع الفلاحي التونسي مؤشراته الحقيقية نحو مراجعتها قصد دعمها وتطويرها في ظل الظروف العالمية المحيطة سوى الطبيعية منها أو الاقتصادية أو السياسية في مرحلة تاريخية تونسية توجب القطع مع ثقافة الأرقام المنمّقة والتفكير في توظيف الدراسات المعمقة. توصيات في الصميم كان ل«الشروق» لقاء مع السيد حمادي الملولي وهو مستشار بلدي سابق ومن الوجوه الثقافية بالجهة الحريصة على كل ماهو متعلق بالتراث والآثار، لذلك يسخر فترة تقاعده في خدمة هذا المجال وهو رئيس الجمعية المنظمة لهذه الندوة والتي الى جانب الدراسات التي فعلتها أنشطتها التنموية الكثيفة والمتعدّدة خاصة في مجال التراث والآثار فقد كشفت هذه الجمعية أيضا عدة تجاوزات في هذا الصدد أمدنا بها السيد حمادي بكل حسرة وسنخصّص لها مجالا في قادم الأيام لأهمية ودقة تفاصيلها. كما أمدنا السيد حمادي بجملة التوصيات التي تمخضت عن هذه الندوة والمتمثلة في النقاط التالية: تحسيس المواطن بأهمية خزن مياه الأمطار ببناء المواجل خاصة بالمؤسسات التعليمية والصناعية والسياحية. تشجيع الفلاحين على ايجاد الآليات للاقتصاد في الماء التشجيع على البحث العلمي في مجال الماء مراجعة الري بطرق علمية بالتعاون مع الأممالمتحدة من خلال مؤسسة «ليكاردا» تحسيس المواطن في مختلف مجالاته وخاصة الفلاحي بمسألة التغييرات المناخية.