يتحدث الجميع عن الأزمات التي تعرفها الاندية التونسية هذه الأيام والتي من المنتظر أن تتعمق في قادم الأيام بحكم غياب دعم التلفزة والبرومسبور والبلديات والمسيرين وغيرهم. السؤال الأكثر إلحاحا هذه الأيام والذي ردده الجميع هو التالي: هل يقبل المدربون واللاعبون التخفيض في أجورهم: هذا هو السؤال الذي حملناه اليهم وهذه آراؤهم. عادل السليمي (مدرب): مغالطة أزمت واقع الكرة وجب تصحيح بعض المسائل وعدم الانسياق وراء المغالطات لأن الأجور المنتفخة التي يتحدث عنها البعض لا تمثل شيئا ولا يمكن مقارنتها بما يتقاضاه اللاعبون والمدربون في البطولات الأوروبية وحتى العربية بالاضافة الى ذلك فإن غياب عنصر التأمين على المرض وعدم ربط عقود الاحترف بمنظومة الصناديق الاجتماعية يساهم بدون شك في تعقيد الوضعية المادية للمدرب واللاعب على حد السواء فما بالك لو أحيل على البطالة الكروية أو تعرض لاصابة قد تبعده نهائيا على كل نشاط رياضي وأعتقد أنه قبل التفكير في هذه المسألة وجب عن مسؤولينا مراجعة ضوابط الاحتراف الذي انخرطنا فيه بشكل متسرع دون أن نبني له الدعائم اللازمة. مراد محجوب (مدرب): ضرورة مراجعة منظومة الاحتراف «في البداية وقبل طرح مسألة الأجور المنتفخة للمدربين واللاعبين ومدى تأثيرها على الوضع المادي للفرق، لابد من مساءلة القائمين على شؤون الكرة في تونس فهم من منحوا كل الصلاحيات لرؤساء الأندية الذين افتقدوا للدراية الشاملة بطرق التسيير وأساليب العمل المتطورة وانخرطوا في مزايدات ساهمت في ترفيع سقف الأجور لعديد اللاعبين نتج عنه اختلال في الميزانيات ومصاعب بالجملة لهذه الفرق واذا كان من المفروض مراجعة هذه الأجور فالأفضل أن نشرع قبل ذلك في ترسيخ المفاهيم الصحيحة للاحتراف وبعدها سيكون للحديث منحى آخر». شهاب الليلي (مدرب): فزاعة للهروب من الحقيقة مثل هذا الطرح اعتبره فزاعة للهروب من وجوهر الأشياء واخفاء جانب من الحقيقة التي تعيشها كرتنا، أولا لأن الأجور المنتفخة التي تحدث عنها البعض لا تمثل غير 3% أو أكثر بقليل من الميزانيات وهي مرتبطة بعائدات «البرومسبور» وحقوق البث التلفزي والمستشهرين ثانيا كان من الأولى أن يبحث المسؤولون عن سبل تمويل الأندية حتى نستطيع الانخراط بشكل جيد في منظومة الاحتراف ويعملوا على تفعيل بعض القوانين مثل تحجير الانتدابات على الفرق التي تعاني ضائقة مالية، من جهة أخرى لا يمكن أن نحدد سقفا موحدا لهذه الأجور فالطموحات والأهداف تختلف من فريق الى آخر وليس الفريق الذي يصارع من أجل البقاء كالذي يلعب من أجل التتويجات. مروان تاج (الملعب التونسي): ما هي الحلول البديلة؟ «الجميع يدرك جيدا طبيعة الظروف المادية الصعبة التي يعيشها العديد من اللاعبين بسبب تأخر مستحقاتهم المالية ومماطلات المسؤولين، هناك من بين هؤلاء من بات عاجزا على تصريف شؤونه اليومية فكيف يمكن الحديث أو طرح مثل هذه الفكرة التي أرى أن لا رابط لها بالواقع الذي تعيشه كرتنا ولاعبونا الا اذا كانت هناك حلول بديلة مقترحة مثل تخصيص راتب للتقاعد وتوفير بعض الضمانات مثل العلاج والتأمين على المرض...» شاكر البرقاوي (النادي الصفاقسي): حقوقنا مهضومة «اللاعب التونسي قل أن يحصل على كامل مستحقاته المالية رغم ارتباطه بعقد احتراف مع ناديه وأيضا غاب عن البعض أن حياة اللاعب في الميادين قصيرة جدا وعادة ما تنتهي في الثلاثين التي تعتبر نقطة انطلاق لحياة مهنية طويلة بالنسبة لبقية شرائح المجتمع وبالتالي فإن فكرة مراجعة الأجور لا تستند اطلاقا الى مقاييس موضوعية وستكون بمثابة الطريق القاضية على كرة في تونس». أنيس الزيتوني (نادي حمام الأنف): الحل في توفير الضمانات للاعب يعتقد البعض أن لاعب الكرة في تونس «مدلل» والحقيقة غير ذلك تماما بالنظر الى طبيعة الظروف المادية الصعبة التي يعيشها والتي ترتبط بحجم الأزمات المالية للأندية، أما اذا كان من المفروض طرح فكرة مراجعة هذه الأجور فالضرورة تستدعي قبل كل شيء توفير الضمانات اللازمة للاعب من حيث التغطية الاجتماعية وتمتيعه بنفس الراتب الذي يتقاضاه كمنحة تقاعد ومثل هذه النقاط لا أرى انجازها ممكنا في غياب قوانين ضابطة واحتراف غير مكتمل».