إذا كان ربّ البيت بالطبل ضاربا.. وعلى الباغي تدور الدوائر..؟ قديما قالوا: «إذا كان ربّ البيت بالطبل ضاربا.. فلا تلومّن الصغار على الرقص..»، وهو ما يترجم وضعنا التونسي الذي تجلّت فيه حقيقة رئيس العصابة الذي عاث في البلاد فسادا واستبدادا طيلة (23) سنة وتجاوز كل حدود الأخلاق. وظهر فعلا أنه لا يستطيع أن يكون رجل دولة والحال أن بمكتبه المليارات المختلسة وزجاجات الخمر وحتى «الزطلة» وغيرها تاركا الشعب الكريم محروما من أبسط الضروريات الحياتية.. فضلا عن تهميشه وتركيعه وتجويعه.. وقمعه بكل أشكال الاضطهاد والقمع.. والسؤال الذي يفرض نفسه، هو إذا كان رئيس الدولة في ذاك المستوى.. فكيف لا يسمح بعض أصحاب العقول الصغيرة من المسؤولين في مختلف المؤسسات والقطاعات لأنفسهم بالعبث والتجاوز والفساد وخاصة من أولئك الذين يعتبرون من «أزلام» «الطرابلسية» أصهار الرئيس المخلوع..؟ غير أنه وفي المقابل ومهما كانت الظروف لا بدّ من المحاسبة سواء كانت «للكبار» أو «للصغار» ومهما كانت أحجامهم طالما أن الأموال عمومية والضحايا كثيرون في كل شبر من هذه البلاد وحتى خارجها من الذين فرّوا بجلودهم. أي دور للمثقف.. بعد الثورة؟ دور المثقف يبقى دائما قبل وبعد الثورة وعلى مرّ السنين مهما جدا في المجتمعات غير أن المراحل السياسية المنقضية والسابقة همشت هذا الدور وكانت مركزة أساسا على الفساد والتعيينات المجاملاتية والمسنودة والسياسة الخرقاء التي دمّرت الثقافة والمثقفين.. والآن وبعد الثورة لا بدّ للمثقف أن يلعب دوره كاملا من أجل ترسيخ القيم والسلوك الثقافي الراقي بما يتماشى وتطلعات الأجيال الحالية والقادمة.. الحقيقة مثل الشمس كل ما نشير إليه من ظروف ومعطيات في بعض الجهات يثير احتجاج الأقلية مقابل انشراح الأغلبية غير أننا وفي كل الأشكال لا نتجنى على أحد سواء كان في منزل تميم أو في أي جهة أخرى غير أن الحقيقة تبقى مثل الشمس ساطعة ومن كان مسؤولا في العهد البائد لا شك أن الاتهامات لاحقته حتى وإن كان بعضهم لا صلة له بعائلة الطرابلسي على غرار مجلس بلدية منزل تميم الذي تجلت حقيقة بيع الأراضي الشاطئية من قبل مواطن ولا من البلدية للناصر الطرابلسي وبدعم من مجلس الولاية، ولذلك فإن الاختلاف لا يفسد للودّ قضية؟ التخمة السياسية.. والبدائل؟ التخمة في الخطاب السياسي كبيرة.. وكبيرة جدا.. ومقابل ذلك غابت البدائل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو ما يعني ضرورة اعتماد المشاريع الاقتصادية وغيرها لمحاولة إقناع المواطنين الذين في أشد الحاجة الى التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واستقلالية القضاء وحرية الصحافة والى تبديد كل أشكال البطالة والفقر والبؤس ولا الى التنظير الذي بقدر ما كان بعضه خشبيا، فإن بعضه الآخر نخبويا؟!! انتصار الحرية ضروري من أجمل ما في الثورة.. (وكلها جميلة) هو أن ننعم ونتمتع بنسائم حريتها وديمقراطيتها غير أنه في اعتقادها لا بدّ من التحلي بروح المسؤولية الوطنية التاريخية التي ترفض وتتصدّى أيضا للفئوية الضيقة والجهويات المقيتة كما لا بدّ من تفعيل انتصار الثورة بما يجعل الآتي (المستقبل) أرقى وأفضل باعتبار أن في غير ذلك يعتبر انكسارا وليس انتصارا. هذا ما صرّح به الرصاع.. ولكن؟ صرّح مختار الرصاع المدير العام للتلفزة الوطنية ما يفيد أن المليارات تم صرفها على برامج باهتة وإنتاجات هزيلة وفاشلة.. وبالتالي لا بد من فتح ملف الفساد المالي في هذه المؤسسة وأيضا فساد الذوق وغيره.. مقابل انتظار ما سيرصّع به مختار من مختارات مفيدة في الاعلام المرئي بعد الثورة. بين الوصاية والحماية؟ الاختلاف مازال كبيرا حول التدخل الأجنبي في ليبيا الشقيقة حيث وبقدر ما يراه البعض وصاية، فإن البعض الآخر يراه حماية؟؟!! ليبقى السؤال مطروحا والاجابات متعدّدة والاختلافات تبقى دائما لا تفسد للودّ قضية.. على الباغي تدور الدوائر على الباغي تدور الدوائر.. ومثلما حصل لرئيس العصابة الرئيس المخلوع «بن علي» دارت الدوائر على القذافي وكتائبه الذين تمّت محاصرتهم «حوش.. حوش.. وزنقة.. زنقة» ولاشك أن الدوائر ستدور أيضا على كل مستبد اضطهد شعبه ونكّل به.