أبدت روسيا أمس قلقها من التدخل الغربي في شؤون ليبيا ومن الأهداف النهائية للضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على هذا البلد معتبرة ان قوات التحالف تدخّلت في حرب أهلية وهو تجاوز لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي لم ينص على هذا الأمر وفق الديبلوماسية الروسية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين «نرى تقارير إعلامية بشأن مسؤولين من الدول المشاركة في العملية العسكرية يقولون انهم يسعون فقط الى حماية السكان المدنيين، ولكن من ناحية أخرى نرى تقارير، لا ينفيها أحد، بأن قوات التحالف تقصف قوات معمر القذافي لدعم المتمردين المسلحين وهذا تناقض واضح». مخاوف روسية وأضاف لافروف «نعتقد ان تدخل التحالف في حرب أهلية أمر لا ينصّ عليه قرار مجلس الأمن الدولي». ورأى لافروف ان قرار حلف شمال الاطلسي تولي قيادة العملية في ليبيا يتماشى مع قرار مجلس الأمن مشيرا الى أن الحلف يجب ان يلتزم بصرامة التفويض الذي منحه إياه مجلس الأمن الدولي. وأوضح ان قرار مجلس الأمن الدولي بفرض حظر الطيران فوق ليبيا يمكن ان تنفذه دول جاهزة لذلك أو منظمات دولية على حدّ سواء، ويعتبر «الأطلسي» احدى تلك المنظمات الدولية وينحصر الأمر في ان الصلاحيات التي يمنحها مجلس الأمن الدولي يمكن ان تستخدم بهدف واحد هو حماية المدنيين، الذي يبقى أوليتنا». وطالب لافروف بإجراء تحقيق دولي يتعلق بما نشرته وسائل الاعلام عن وقوع ضحايا نتيجة الضربات الجوية التي توجهها القوات الدولية منذ عشرة أيام ضمن عملية «فجر أوديسا». وجدّد الوزير الروسي دعوته الى الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا وقال إن «ما يجري في ليبيا حرب أهلية، ويجب على الاسرة الدولية الإدراك بأن الأحداث تجري هناك على هذا النحو ولابدّ من الاتفاق على أية حال ومن أجل ذلك يجب الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا. وأشار لافروف في هذا السياق الى أن موسكو موافقة تماما على فكرة بعثة الوساطة التي أعرب عدد من الدول الافريقية عن استعدادها لتحقيقها. نجاد على الخط من جانبه انتقد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الولاياتالمتحدة والدول الغربية بشأن تدخلها في ليبيا. وقال نجاد في كلمة بمناسبة الاحتفال برأس السنة الايرانية إن «حكومات المستكبرين وعلى الرغم من الدروس التي أعطاها اياها الشعبان العراقي والأفغاني وحقد الرأي العام، تكرر أخطاءها وتقصف تحت حجج مختلفة المدنيين الأبرياء وتدمّر البنى التحتية لدول أخرى بهدف السيطرة عليها». واتهم نجاد الدول الغربية بالسعي الى «ضمان الطاقة بأسعار بخسة وشن حروب للخروج من الازمة الاقتصادية. وأضاف ان «الطائرات الحربية والصواريخ والقنابل هي رموز الولاياتالمتحدة وحلفائها».