في الوقت الذي تستمر فيه كتائب النظام الليبي في تقتيل المدنيين في مصراتة وعديد المناطق الأخرى المنتفضة عليه في الغرب الليبي بالخصوص مستخدمة راجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، تتواتر الأنباء حول اتجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتطوير تدخله العسكري في ليبيا بحيث يشمل استهداف العقيد معمر القذافي شخصيا وبصورة مباشرة. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية أمس بأن حلف «الناتو» يسعى إلى اغتيال القذافي ، قائلة «إن الحكم على القذافي بالإعدام صدر غيابيا». وتابعت الصحيفة: «إن جنرالات حلف شمال الأطلسي يذهبون إلى أن القذافي هدف عملية الحلف العسكرية في ليبيا»، موضحة أن قرار الأممالمتحدة بشأن ليبيا لا يتحدث عن تصفية الزعيم الليبي ولكنه لا يتحدث أيضا عن إعطاء أي ضمانات أمنية له، ولا يقضي هذا القرار بأن يكون القذافي مستهدفا ولكنه لا يستبعد احتمال مقتله في حادث مفجع. ويبدو أن هذه المعلومات هي التي دفعت أمس سلطات طرابلس إلى الاستنجاد على عجل بروسيا حيث أورد تلفزيونها الرسمي أن «ليبيا حثّت روسيا على الدّعوة لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي». وقد جاء ردّ الفعل الروسي سريعا على لسان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي انتقد بشدّة التحالف الغربي الذي يفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا قائلا انه لا يملك تفويضا يسمح له بقتل القذافي. وأضاف بوتين خلال زيارة للدنمارك أمس: «قالوا انهم لا يريدون قتل القذافي. والآن يقول بعض المسؤولين.. نعم.. نحن نحاول قتل القذافي.. من الذي سمح بهذا؟.. هل كانت هناك أي محاكمة؟.. من الذي انتزع حق إعدام هذا الرجل؟..». وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس أن موسكو لن تؤيد أي قرارات من مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا تجيز مزيدا من التدخل الأجنبي هناك. ونسبت وكالة «إنترفاكس» للأنباء إلى لافروف قوله إن بلاده لن تدعم أي قرار من شأنه أن يفاقم الحرب. وأوضح لافروف إن المجلس لا يبحث الآن مشروع قرار جديد، لكن «إذا كان ثمة قرار سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في الحرب الأهلية بطريقة أو بأخرى -بما في ذلك التدخل الأجنبي- فإننا لا يمكننا تأييده». غير أن لافروف استدرك قائلا إن روسيا قد تؤيد إجراءً أمميا جديدا إذا كان «يدعو لوضع حد فوري لكل أعمال العنف، وسفك الدماء، واستخدام القوة، أي إجراء عسكري، ويناشد كل الأطراف الجلوس فورا إلى مائدة التفاوض». هيغ لا يستبعد ويذكر أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لم يستبعد أول أمس استخدام طائرات أمريكية بدون طيار لاغتيال العقيد الليبي كمجرم محكوم عليه بالإعدام ، كما يؤيد بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين البارزين هذه الخطة، معتقدين أن الثوار الليبيين لن يحرزوا الانتصار إلا عندما يلقى القذافي مصرعه. وانطلقت الأحاديث حول تصفية القذافي جسديا بعدما توضح أن الخطة السابقة التي تضمنت خيانة أقرب معاوني القذافي، فشلت .. واعتبر بعض الخبراء إغارة طائرات الناتو على مجمع القذافي في طرابلس بمثابة البدء بتنفيذ خطة «الناتو» الجديدة. على صعيد متصل، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» الصادرة في لندن أمس بأن بريطانيا والولايات المتحدة تخططان لتقويض قوات العقيد معمر القذافي داخل ليبيا، من خلال فرض حصار بحري لقطع إمدادات الوقود عنها. وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس سيلتقي نظيره الأمريكي روبرت غيتس في واشنطن بمشاركة رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولين، مشيرة إلى أن مسؤولاً بريطانياً وصفته بالبارز أكد أن المسؤولين الأربعة «سيناقشون اتجاه الحملة في ليبيا وطرق استغلال التحالف لنقاط الضعف في نظام العقيد القذافي». تطورات ميدانية على صعيد التطورات الميدانية، أعلن ثوار ليبيا أمس انهم أجبروا الكتائب التابعة للقذافي على الانسحاب من مدينة مصراتة (غرب البلاد) بعد قتال يعتبر الأشد منذ بدء فرض الحصار على المدينة قبل نحو شهرين، في حين قالت إيطاليا إنها مستعدة لقصف أهداف محددة في ليبيا. وقال متحدث باسم الثوار في مصراتة إن المواجهات التي وقعت أول أمس خلفت مقتل 12 شخصا من أهالي المدينة -بينهم نساء وأطفال- وإصابة 57 آخرين -حالة 18 منهم خطيرة جدا- بسبب إصابات مباشرة في الرأس. من جهة أخرى، نقل مراسلون صحافيون في بنغازي عن الثوار الليبين قولهم إنهم قتلوا 50 عنصرا من كتائب القذافي في مدينة نالوت (غرب البلاد) وغنموا عدة آليات، بينما أفاد مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في تونس بأن ثلاثة من الثوار قتلوا في قصف عنيف للكتائب على تلك المدينة، في وقت تحدثت فيه أنباء عن حشود لقوات القذافي قرب المدينة لمهاجمتها.