اشتعلت بين رئيس جامعة الجودو السيد الهادي المحريصي والبطل عصام البرهومي لأكثر من سبب.. وكلاهما دافع عن رأيه بشراسة وكلاهما أكد على ذنب الطرف الآخر.. فمن تراه على حق.. وأين الراية الوطنية في كل هذا؟ عصام البرهومي هو وصيف بطل العالم للملاكمة الفرنسية سنة 2005 ومتحصل علي الميدالية البرنزية للملاكمة الفرنسية 2006 ومتحصل على برنزية للكونغ فو 2007 ووصيف بطل العالم للملاكمة الفرنسية أيضا سنة 2007 قبل أن يفوز ببطولة العالم في «الكونغو فو ووشو» سنة 2008 ووصيف بطل العالم للكونغو فو 2009 ليتوج ذلك سنة 2010 بوصيف بطل العالم للملاكمة الفرنسية وبطولة العالم في «السيفات» للمحترفين وبطولة العالم في «الساندا» للمحترفين وذلك حسب ما تضمنته وثيقة سيرته الذاتية التي جاءنا بها الى مقر «الشروق». البرهومي أكد أن رئيس الجامعة التونسية للجيدو لم ينصهر في مبادئ الثورة وخدش سمعته في أكثر من وسيلة اعلام مسموعة ومكتوبة والحال أن الحقائق على حدّ قول عصام البرهومي واضحة ولا تترجم إلا الاعتراف بكل شيء وخاصة بعد ثورة الشعب المجيدة حتى لا يحاول رئيس الجامعة أو غيره «التلوّن» مع كل فترة والظهور الملائكي بالشكل الذي يتماشى والفترة الجديدة. تهميش للجيدو... وإقصاء الأبطال؟ حرص البرهومي على تذكر رئيس الجامعة يوم سافر وحيدا الى بلجيكا ولا رفيق له سوى علم تونس وكان سفره على حسابه الخاص وعند وصوله سأله رئيس الاتحاد الدولي ل«اليوزيكاتديو» في بروكسال عن الوفد المرافق فلم يجد من جواب غير الاشارة الى العلَم قبل أن يعود متوجا بكأس العالم وهو لقب معترف به من الاتحاد الدولي ومؤسّسها الياباني «هيرومو شوزوكي» وبالتالي فإن هذه الرياضة وإن كانت غير أولمبية فإنها تمارس في أكثر الدول ومعترف بها عالميا إلا في الجامعة التونسية للجيدو وفي نظر رئيسها الذي همّشها كما همّش الكثيرين وأذلّهم حتى فضل البعض منهم «الحرقة» وترك البعض الاخر الجامعة واعتزل. تساؤلات فقط...؟ وقال البرهومي لرئيس الجامعة بالحرف الواحد: «ألا تعلم ياسي الهادي أن الكرامة قبل الخبز وأن شرف المرء خط أحمر؟.. أو لا تعلم أن تجربتك منذ 1993 على رأس الجامعة لم تدرك من خلالها أن تصرفاتك وسلوكك يخجل المرء من ذكرها أو يعيد سردها.؟ خاصة أنك اتهمت بنات الجيدو بالاقامة خارج المبيت؟ ثم ألم تسأل نفسك مرّة واحدة هل أنت أهل لرئاسة الجامعة في الوقت الراهن وبعد ثورة الشباب القادم على الارتقاء بالرياضة الى درجة الابداع وتلميع صورة البلاد وشبابها..؟»، مضيفا «سامحك اللّه يا سي الهادي.. فأنت «تقتل الميّت وتمشي في جنازته» على حدّ المثل الشعبي والحال أنك تتلون بشكل مستمر حيث نراك تارة تجمّعيا الى حدّ النخاع وتارة أخرى «تتبنفسج» وأخرى ترتدي جبّة الثورة التي لا تتّسع لمسؤول مثلك غير قادر على فضّ مشاكله الادارية إلا باللجوء الى القضاء لترفع قضية عدلية في شخصي والحال أنني البطل العالمي الذي رفع التحدي ولبس العلم التونسي وكسب الرهانات في جميع المشاركات والتظاهرات الدولية.. والحال أيضا أنه وفي الوقت الذي كنت أنتظر التكريم تجازيني بكيل التهم الباطلة لتدحر عن نفسك تهمة الاهمال والتهميش والفساد.. حيث لم تكتف بتجميد نشاطي الرياضي سنة 2007 وحرماني من المشاركة عالميا للدفاع عن لقبي لتكون فوق القانون وتحرم تونس من الألقاب؟». علاقات ومساندة من أصهار الرئيس المخلوع؟! ولم يكتف البطل البرهومي بذلك ليقول: «غريب يا سي الهادي أنك أصبحت تفصّل البطل على مقياسك أنت وتعلن أن الحصول على لقب عالمي يعتبر في نظرك ليس انجازا تاريخيا؟ لقد ولّى عهدك ونصيحتي إليك أن ترحل عن طيب خاطر وتفسح المجال لمن هو أجدر منك خاصة أن الجميع يعلمون أن ردّة فعلك كانت نتيجة لكشف بعض أوراقك للرأي العام عندما كنت تتباهى بعلاقاتك الوطيدة بأصهار الرئيس المخلوع مثل «الطرابلسية وسليم شيبوب» وأيضا بالمستشار الذي أصبح وزيرا في ما بعد عبد الحميد سلامة والذين كانوا سببا في بقائك كل هذه المدة المريرة على رأس الجامعة»؟ ... وهذا ردّ رئيس الجامعة ولاستجلاء الحقيقة أكثر كان لا بدّ من الاتصال بالسيد الهادي المحيرصي رئيس الجامعة التونسية للجيدو الذي أكد أنه فعلا قدّم قضية عدلية ضد عصام البرهومي وذلك بسبب الثّلب خاصة أنه لم يكن ينتظر مثل ذاك التصرّف سواء منه أو من والده الذي شتمه وأكال له التهم بشكل غريب جدا، مضيفا أن بحوزته العديد من الوثائق التي تثبت أقواله خاصة أن البرهومي تحصّل على منحة قدرها خمسة آلاف دينار من سلطة الاشراف (نملك نسخة منها) وكانت الجامعة وراء ذلك كما أنه وجد العناية مثله مثل الآخرين الذين احتضنتهم الجامعة التي وجدت عند البداية أي عند دخوله إليها (190) مجازا فقط ليصبح اليوم (2000) مجاز وحرص على أن تكون الرياضات الفردية وخاصة الجيدو في المقدمة على أن تكون الثورة المباركة بمثابة الفرصة الحقيقية لذلك فضلا عن أنه متهم بعلاقاته ببلحسن الطرابلسي والحال أنه لا يعرفه إلا من خلال صوره على أعمدة بعض الصحف. من جهة أخرى وضّح الهادي المحيرصي مؤكدا «هذه الرياضة ليست مهمشة كما يقول البرهومي بقدر ما هي تخضع لبرامج علمية مرتبطة بالبرامج والأهداف وذلك احتراما للقيم والاجراءات»، مضيفا «الرياضات التي يمارسها عصام البرهومي وإن تبقى بعض عناصرها غير منضبطة فإن الجامعة حرصت على ضمّها واحتضانها بشكل راق ورياضي ومشهود به من قبل الجميع وبالتالي فإنه وبقدر ما ينصهر في مبادئ الثورة يرفض الركوب على صهوتها ومحاولة التشهير والاتهام بالباطل لمن يحرصون على خدمة الرياضة على غرار ما فعله عصام البرهومي».