ولقد وجدت بطل العالم في «الكونغ فو» عصام البرهومي يتألم من وضعه الرياضي كبطل ساهم ويساهم في رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية! فهو كما قال لي يتدرب على حسابه وبمفرده ويعالج إصاباته على حسابه وبمفرده، ويفوز بالبطولات العالمية والميداليات بجهده ورباطة جأشه، ثم تأتي جامعة «الكونغ فو» فتظهر في الصورة وكأنها هي صاحبة الإنجاز والامتياز في حين أن لا دخل لها في كل تلك التتويجات! «ولا بد أن يعرف الناس الحقيقة... ولا بد أن أتحدث فأنا أكاد أنفجر» قال هذا.. ثم تدفق في الكلام! واعترف أن بطل العالم عصام البرهومي هو من طينة خاصة جدّا، وهو إنسان عفوي وصادق، ويكره المزايدات ويكره النفاق ويحب تونس حبّا شديدا، وبسبب هذا الحب الشديد ظفر ببطولة العالم في «الكونغو فو» في الصين وببطولة العالم في «الوزيكان بيدو» في بلجيكا، وتوّج بلقب وصيف بطل العالم ملاكمة فرنسية في فرنسا. ووصيف بطل العالم في «الكونغ فو» في كندا كما توّج مؤخرا بفضية بطولة العالم للكونغ فو بكندا! ورغم كلّ هذه التتويجات والنجاحات والفوز بأغلى البطولات فهو يعاني من اللامبالاة والإهمال من طرف جامعة «الكونغ فو» هو وزملاؤه كما قال وفي هذا الحوار العاصف كثيرا من الخفايا وكثيرا من الأسرار! قلت للبطل عصام البرهومي، كنت أعتقد أنك في قمة السعادة بعد إنجازاتك الباهرة لكني ها أنا أراك في حالة نفسية غير جيدة». ولقد أجاب فقال: لقد شاركت أنا والبطلة «أحلام قريسات» و4 آخرين في بطولة العالم في كندا في مدينة «تورينتو» وكنا جميعا «تاعبين» ومرهقين بسبب التدريبات التي لم تكن في المستوى وكان حضورنا البدني صفرا، كما قال لنا ذلك المعد البدني الذي جلبته لنا جامعة «الكونغ فو» 20 يوما قبل المشاركة في بطولة هامة كتلك التي خضناها، فقد كان كل واحد منا يتدرب على حدة ويبذل قصارى جهده ويتكبد مصاريف الحفاظ على وزنه ومتابعة تمارينه على أحسن وجه بلا مدرب وبلا معد بدني وبلا تأطير! ورغم كل هذه المعوقات والعراقيل التي بلينا بها نحن أبطال المنتخب أبيت أنا وأحلام ڤريسات وبواسطة الڤليب إلا الفوز بإحدى الميداليات فكانت فضيتين.. واحدة لي عن وزن «75 كلغ» والأخرى لأحلام عن «60 كلغ»!! لقد فزنا بالميداليتين بعد أن وصلنا خبر «حرقان» 4 من عناصر المنتخب! ولقد كان الخبر صاعقا ومؤلما ولعل المؤلم أكثر أن رئيس الجامعة «فتحي بن زكري» لم يحظر لحظة تتويجنا ووجدنا نفسينا وحدنا نعتلي منصة التتويج. ولم نجد إلى جانبنا رئيس الجامعة الذي كان يتخلع وقتها في كندا! وعليه هو أرمي بمسؤولية حرماني من ميدالية ذهبية كنت أتحرق شوقا لإهدائها إلى رئيس الجمهورية! علما أيضا أني لعبت تلك المباراة النهائية وقد أصابني نزيف داخلي في رجلي اليسرى ورغم أن الأطباء نصحوني بعدم خوضها إلا أني خضتها برجل واحدة! وكل شيء يهون من أجل تونس! لقد قلت منذ لحظات أن 4 من لاعبي المنتخب «حرقوا» إلى الخارج فما هي أسباب ذلك يا ترى؟ طبعا جامعة «الكونغ فو» هي السبب، وعلى رأس ذلك رئيسها الذي لم يحط بهم، وعاملهم هناك بلا مبالاة ولم يسحب منهم جوازات سفرهم، وتركهم «يهربون» ويحرقون ثم إن أوضاع أولئك الأبطال مزرية ومستواهم التعليمي مرموق ولهم من الخبرة ما يمكنهم من اقتحام غمار التدريب لكن كان جزاؤنا جميعا التهميش بلى الجامعة همشتنا رغم أننا كنا في مستوى الآمال المعلقة علينا، يا سيدي أقول وب«صراحة الصراحة» لم تعد لي ثقة في جامعة «الكونغ فو» وإني أهيب بمسؤولي الرياضة عندنا أن يراجعوا أمورهم في هذه الناحية وعاجلا أيضا، فلقد بلغ السيل الزبى! تكريم وبعد؟ لقد كرمك مؤخرا وزير الشباب والرياضة فماذا قال لك؟ أشكر معاليه على هذا التكريم ولقد قال لرئيس الجامعة يجب وضع Un contrat de programme للبطل عصام البرهومي وإدراج ميزانية خاصة له، حتى يواصل التألق لكن كلام الوزير لم ينفذ فأنا الآن أعالج نفسي على حسابي ومنذ عدنا من كندا فلا أحد سأل عني وأتدرب كالعادة بمفردي ولقد كان المفروض مجازاتي لا إهمالي بهذه الطريقة المهينة لبطل رفع الراية عاليا! إن جامعة «الكونغ فو» تساهم بكل هذا التجاهل لنا وعدم الاستماع إلى مشاكلنا في تدمير كل ما أنجزناه من أجل تونس فلا مدرب لنا ولا معد بدنيا ولا علاج لإصاباتنا ولا تشجيعات مادية ولا انتداب لنا لتدريب الأجيال اللاحقة فما فائدة وجودها إذن هل لتتزين بنا عند التتويجات فقط! إنّ ما حدث لي بعد بطولة كندا في «الكونغ فو» ذكرني بما حدث لي سابقا حين فزت ببطولة كأس العالم وحدي، وزادي كل زادي قارورة ماء وعلم تونس! إني متألم وأشعر بالغبن والقهر وعلى وزير الشباب والرياضة أن يتدخل وعاجلا أيضا قبل أن ينفرط عقدنا نحن أبطال «الكونغ فو» ويضمحل نهائيا!! استقبال بارد كيف كان استقبالكما أنت والبطلة: «أحلام قريسات» بعد بطولة كندا؟ كان استقبالا باردا في المطار ولقد أعطانا أحد مسؤولي جامعة «الكونغ فو» 20 دينارا للعودة إلى منازلنا بواسطة تاكسي وطلب منا أن نمضي على وصل الاستيلام ولا أجد تعليقا مناسبا على هذا الكرم الحاتمي جدا جدا جدا!! فهل هكذا نعامل الأبطال؟! لقد عدت مصابا في رجلي اليسرى ولا أحد سأل ولا أحد اتصل، ولقد كتبت تقريرا باسم الوزارة ولم أتلق إلى حد الآن أية إجابة، وبقي التقرير معلقا وبقيت الأسئلة بلا أجوبة وهو ما عمّق حزني في قلبي وأسفي في نفسي! ماذا تريد أن تقول في النهاية بعد هذه التجربة المريرة؟ لقد ساءني أيضا أن تصور معي قناة تونس 7 وقناة حنبعل في برنامجها «الأسبوع الرياضي» و«بالمكشوف» ثم يتم التصرف في كلامي على نحوغير منصف وعلى ذلك فأنا قرّرت مقاطعة التلفزتين وأقترح تسمية «بالمكشوف» ب«المستور» والأسبوع الرياضي ب«الأسبوع الهلامي» أو «الضبابي»! وبالمحصلة فإني أرجو الاهتمام بالأبطال الذين جلبوا لتونس أغلى الميداليات ويجب على الأقل معاملتنا على قدر المساواة مع لاعبي الكرة فلا يعقل مثلا أن أنال أنا 5 الاف دينار على كل إنجازاتي التي صرفت من أجل تحقيقها أضعاف أضعاف ذلك المبلغ من جيبي الخاص ويحصل لاعب كرة القدم في المنتخب على 30 ألف دينار على الفشل إن هذا ليس عدلا وكفى بذلك تعليقا! ولقد أفكر في الاعتزال وتغيير المجال!! إذا تواصل الحال على ما هو عليه الآن!