على اثر الانفراج الحاصل في مناطق الحوض المنجمي بقفصة بعد اعتصامات مطوّلة وما تلاه من الاعلان عن ما يقارب 3000 موطن شغل من قبل شركة فسفاط قفصة مازال ملف المكلفين بأشغال التشجير والخدمات البيئية لم يحسم بعد. وهذا الملف يخصّ 53 اطارا من حاملي الشهائد العليا وغيرهم من أصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة كانوا مكلفين بأنشطة بيئية في المناطق المنجمية بناء على عقود واضحة تمتد الى أربع سنوات (2008 2012). فهؤلاء باتت وضعيتهم غير واضحة بعد أن أعلنت شركة فسفاط قفصة عن «بعث 4 شركات فرعية بكل من المتلويوالمظيلة والرديف وأم العرائس تعنى بغراسة الأشجار الغابية والمثمرة وتعهدها والقيام بأشغال أخرى لفائدة البيئة والمحيط في المناطق المذكورة». فهذا الاجراء يتجه نحو ادماج كل العاملين الحاليين بحضائر البيئة في الشركات المذكورة بداية من شهر أفريل 2011 وتحسين وضعياتهم مع استثناء 53 مكلفا سابقا بأشغال البيئة بقي مصيرهم مجهولا. ويشير السيد سعيد بوعبيدي (تقني سامي في صيانة الهندسة المناخية) الى أنه تم تكليف 53 اطارا من حاملي الشهائد العليا وغيرهم بأشغال للتشجير والخدمات البيئية. وطلب منا توفير آليات العمل من جرارات وصهاريج وناقلات يدوية ومجرورات وغيرها من معدّات المكاتب وهو ما اضطر أغلبهم الى الحصول على قروض من البنك التونسي للتضامن لتوفير كل الآليات وتمّت دعوتهم الى امضاء التزامات تفرّغ لهذا العمل. من جهته يقول السيد وهبي بوعوني (تقني سامي في الهندسة الميكانيكية) من الرديف وجدنا أنفسنا مهدّدين بالبطالة القسرية مجدّدا تحت شعار «لا للتعامل مع المناولين»، في حين يؤكد وهبي وزملاؤه أنهم لم يكونوا أبدا من المناولين لأنهم ليسوا من أصحاب الشركات ولم يكونوا يشاركون في مناقصات كالمناولين بل كل ما في الأمر أنهم مكلفون من السلطة الجهوية وبدعم من شركة فسفاط قفصة للقيام بأعمال بيئية لفائدة البلديات والمجالس القروية حسب عقد يتواصل 4 سنوات. وفي خصوص أجر العملة يقول السيد رضا بكاري (أستاذية في الرياضيات) من المظيلة أنه محدّد في عقد التكليف وفقا للأجر الأدنى الصناعي الذي تم تعديله ولم تقم شركة الفسفاط بالزيادة فيه لفائدة العملة وهي المسؤولة عن خلاصهم وهو ما جعل العملة يعتقدون أن المكلفين بالأشغال البيئية لا يعطونهم حقهم كاملا! أما السيد علي ونيس (متحصل على الأستاذية سنة 2004 والماجستير في التاريخ المعاصر سنة 2006)، من أم العرائس لم يخف أنه يعاني من حالة نفسية سيئة للغاية انتهت به الى مشارف الاحباط نتيجة التجاهل الذي وجد نفسه فيه مع بقية زملائه ويشعر أنه في مفترق طرق خاصة أنه من عائلة معوزة ويخشى أن يعود مجدّدا الى البطالة...