بعد ثورة الحرية والكرامة التي عاشتها بلادنا مؤخرا أفرزت جدالا كبيرا ومتنوعا حول عديد المسائل الهامة والحسّاسة التي تمس مستقبل هذا الوطن الغالي علينا جميعا. السيد علي عبد الباقي بوزقرو رجل السياسة المحنّك وأصيل جوهرة الساحل سوسة كان لنا معه لقاء فماذا قال السيد علي عن ما تنتظره بلادنا من تحديات ورهانات. هل كنتم تنتظرون ثورتنا المباركة؟ كنت أنتظرها منذ 2010 من خلال وجودي كأمين مال بشعبة بوراوي الزرڤاطي بمنطقة سوسة خزامة حيث اكتشفت العديد من التجاوزات بخصوص التقارير المالية وخصوصا مصادرها ولهذه الأسباب قدّمت استقالتي من التجمع. ما رأيك في ثورة الشباب؟ لقد أتت في وقتها وبالمناسبة أناشد شبابنا بالتحلي بالصبر وترك الحكومة المؤقتة تقوم بدورها الانتقالي. كفانا اعتصامات وثلب ونهب و«براكاجات» ومطلبية. المطلوب من الشعب التونسي حاليا هو العمل ثم العمل... ثم العمل. كرجل سياسة ما هي اقتراحاتكم بخصوص ظاهرة البطالة؟ أرى صالحا تشريك كل الولايات في انجاز مواطن شغل حسب خصوصيات وطبيعة كل جهة. وأتمنى رؤية رجال الاعمال التونسيين يستثمرون في تونس الاعماق مثل الشمال الغربي والجنوب. تعدد الاحزاب وتكاثرها جعلت المواطن التونسي يصاب بالضربة السياسية القاضية اي بال«كاوو» السياسي (K.O. Politique). لست منزعجا من تكاثرها.. فما الشيء المقلق من وجود حتى 200 حزب ولكنني متأكد ان الساحة السياسية ستكون في الأخير هي الفيصل. لا حظنا بعد 14 جانفي تذمّرا كبيرا وكثيرا من قبل المواطنين على جميع الاصعدة خاصة على صعيدي الصحة والعدل فعلا علا هذه ما كانوا يرددون ويطبّلون علينا بأنها تونس التغيير وشعار «معا لرفع التحديات»؟ بالنسبة الى الصحة أرى ضرورة انشاء كليات طب في الجهات المحرومة حيث لاحظنا عزوفا من قبل الاطباء عن العمل في ما كان يسمّونها «مناطق الظل»..فهل هناك مناطق شمس؟!! هي كذبة كبرى كادت تصيبنا عفاكم الله بمرض السكري. المطلوب هو تركيز مستشفى جامعي بكل ولاية به جميع التجهيزات والمرافق الحديثة. وبخصوص العدل والعدالة أرى لزاما احتواءها على كتابتي دولة الاولى مهمتها الاصلاح والسجون مع وجود علماء نفس واجتماع حيث لاحظت انه بعد ثورتنا المباركة وفرار المساجين تهورا كبيرا وانفلاتا أمنيا و«براكاجات» لم نعرفها سابقا. أما كتابة الدولة هي لقضاة المحاكم ومستشاريهم وجميع الاطار العدلي من كتّاب محاكم وما تبعهم. هل أنت متفائل بالغد وما المطلوب أمام ما نراه من تحديات؟ أرى تونس غدا بألف.. ألف خير خاصة اذا ما اكتفينا من التنظير وتحوّل بعضهم الى أبطال. يكفينا من القيل والقال وكثرة الشكوى والسؤال. الشيء الذي يهمّني أكثر هو عدم المتاجرة بمبادئ الثورة والسمسرة بها... الوطن والعَلم.. ولا عاش في تونس من خانها.