يعتبر السيد حسين الحويشي ( شهر سمير) رقما صعبا ليس في الملاكمة التونسية فحسب بل كذلك على المستوى الافريقي والعالمي خاصة انه بكل بساطة نائب رئيس المجلس العالمي للملاكمة المحترفة (W.B.C) وبالتالي عندما يتكلم يظل صوته مسموعا . الحويشي هو مؤسس وباعت الملاكمة المحترفة ليس في تونس فحسب بل وحتى على المستوى الافريقي وهو من أصحاب القرار حاليا صلب الاتحاد الافريقي للملاكمة كما أنه يشغل خطة نائب رئيس المجلس العالمي للملاكمة وقد سبق له أيضا أن تقلد عدة مناصب صلب الجامعة التونسية للملاكمة خلال ثمانينيات القرن الماضي وذلك عندما شغل الكتابة العامة ثم خطة نائب الرئيس بالاضافة الى منصب رئاسة الجامعة. عاد السيد سمير الى تونس في بحر هذا الأسبوع قادما من أوروبا فكان لنا معه الحوار التالي: لماذا كل هذا التغييب؟ يعترف له الجميع بالكفاءة ويكن له من يعرفه الاحترام والتقدير ومع ذلك فقد كان مصيره التغييب والتجاهل كلما حاول أن يساعد مسؤولي جامعة الملاكمة على النهوض بهذه الرياضة العريقة في بلادنا وهو ما يؤكده قائلا:« لا بد من التأكيد في البداية على أنني أشعر بالفخر والاعتزاز لأنني ابن السيد الطيب الحويشي الذي قدم الكثير للملاكمة التونسية وسرت أنا على نهجه منذ أن كنت شابا صغيرا عاشقا للملاكم العالمي «محمد علي كلاي» محترما لأداء بعض الملاكمين التونسيين على غرار الصادق عمران وبوخريص والرفاعي..وغيرهم وذلك قبل أن أتولى خطة كاتب عام مساعد للمجمع التونسي للملاكمة المحترفة في ظل تواجدي بفرنسا آنذاك وأعمل بعد ذلك في الجامعة التونسية للملاكمة... وأستغرب حاليا ما وصلت اليه الملاكمة في بلادنا من مشاكل لاحصر لها بعد أن كانت تشكل في السابق دعامة أساسية في الرياضة التونسية ومصدر اشعاع لها على الصعيدين العربي والقاري وأفسر مشاكل الملاكمة بتعدد التجاوزات صلب جامعة الملاكمة وفي مقدمتها سياسة تعيين المسؤولين الذين اعتبرهم شخصيا دخلاء على هذا الميدان ويبدو أن بعضهم كان مسنودا من اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية وتراجعت النتائج الفنية بطريقة غريبة بالرغم من الامكانيات المالية الكبيرة المتوفرة بحوزة الجامعة وأجزم بأنه يوجد عدة أشخاص متورطين صلب هذا الهيكل والا كيف نفسر هذا الصمت الذي واجه به المسؤولون كل هذه التجاوزات؟! فضيحة حقيقية... وأضاف السيد سمير حديثه قائلا:« حاولت مد يد المساعدة للمشرفين على الملاكمة في بلادنا وهو ما دفعني الى الاتصال بالوزير السابق للشباب والرياضة سمير العبيدي حتى تحتضن بلادنا مؤتمرا خاصا بالملاكمة وبعد أن قمت بحجز الفندق لانجاح هذه التظاهرة التي ستعود بالنفع على الملاكمة التونسية وعلى البلاد عموما اتصل بي محمد الزريبي قبل الموعد المحدد ب 48 ساعة ليخبرني بأنه لم تقع الموافقة على هذا الأمر وهو ما سبب لي احراجا مع الوافدين على بلادنا وكانت فضيحة حقيقية كما أنني وكلما حاولت أن أخدم الملاكمة التونسية من بوابة علاقاتي الكبيرة على الصعيد الدولي، الا وواجهت حالة من النفور والتي لم أجد لها تفسيرا واضحا الى حد اللحظة...أما اليوم وقد تحققت الثورة المجيدة فانني أعتقد أنه ينبغي على جامعة الملاكمة أن تعول على مسؤولين يتمتعون بالكفاءة ولديهم الدراية الكافية برياضة الملاكمة وتركيز إدارة فنية فاعلة واجراء تربصات خاصة بالمدربين وتقديم المساعدات المالية للجمعيات والعمل على استكشاف المواهب في مختلف الجهات خاصة تلك التي عانت التهميش في الفترة السابقة كما أعتقد أن الجامعة في حاجة الى «تطهير» مالي وبشري وينبغي أن تشهد السياسة الرياضية تغييرات جذرية.