كشف تقرير صحفي اسرائيلي أمس أن جيش الاحتلال الاسرائيلي بلور عقيدة عسكرية جديدة للقتال في المناطق المأهولة تقضي بإخلاء القرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين من مناطق الصراع في حال أقدم على أي عملية اجتياح في هذه المناطق، مشيرا الى أن عملية الاخلاء ستتمّ عشية أي اجتياح محتمل لقطاع غزة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية في موقعها على شبكة الأنترنيت انه أثناء عملية «الرصاص المصبوب» في شتاء 2008 2009 ألقت قوات الاحتلال ملايين المنشورات على المنازل بالمناطق التي تخطّط لمهاجمتها وأجرت أكثر من ربع مليون مكالمة هاتفية الى المنازل الخاصة والهواتف المحمولة محذّرة الناس وداعية إياهم الى مغادرة مناطق العمليات» حسب زعمها. دروس «الرصاص المصبوب» وأشارت الصحيفة الى أن الفلسفة الجديدة رُسمت بناء على بعض الخبرات من عملية «الرصاص المصبوب» وتمّ عرضها على قيادة الجيش كجزء من الدروس العسكرية من تقرير غولدستون، وأشارت الصحيفة الى أنه بينما يرسم الجيش هذه الخطط فإن التقييمات الحالية لقيادة الأركان تقول ان «حماس» ليست مهتمة بإثارة صراع جديد مع اسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه وفقا للعقيدة الجديدة فقبل غزو مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في عملية واسعة النطاق، على سبيل المثال، فإن جيش الاحتلال سيرسل ما أسمته ب«إنذار مسبق» للسكان وتحديد مدة زمنية لمغادرة قراهم. ويذكر أن صحيفة «جيروزاليم بوست» كانت قد كشفت الشهر الماضي أن جيش الاحتلال جهّز أول فلسفة عملية حول كيفية عمل القوات أثناء الحرب في مناطق مأهولة بالسكان. فكّ ارتباط في الأثناء طالب وزير صهيوني أمس حكومته بفكّ الارتباط التام عن قطاع غزة ومنع تزويده بالماء والكهرباء بالاضافة الى نشر قوات دولية من «اليونيفيل» على حدود السياج الفاصل على غرار لبنان. وزعم الوزير الذي رفض الكشف عن هويته في تصريحات صحفية نقلتها وسائل الاعلام العبرية، أنه لا يوجد سبب للاستمرار في تزويد القطاع بالماء والكهرباء بعد انسحاب الاحتلال منه، مقترحا أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل إقامة محطات لتوليد الطاقة في القطاع. وأوضح، أنه يجب أن يكون لدى قوات «اليونيفيل» صلاحيات على المعابر الحدودية في القطاع، كما في لبنان بدلا من المراقبين الأوروبيين. وأشار الوزير الصهيوني، الى أن هناك استعدادا وجهوزية في صفوف وزراء «الكبينيت» (الحكومة الأمنية) والمجتمع الدولي لهذه الفكرة بعد «أسطول الحرية»، موضحا انه التقى مؤخرا مسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذين أبدوا حماسا كبيرا لهذه الفكرة، وأن ما يحبطها حتى الآن هو «الجمود في التفكير» في الطرف الصهيوني، حسب قولهم.