جدّد الكيان الصهيوني أمس رفضه القاطع لحقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين مشيرا إلى أن مسألة «يهودية إسرائيل» لا تقبل التفاوض وداعيا إلى ترحيل الفلسطينيين إلى نفس مكان تواجد اليهود الذين دعاهم إلى استيطان فلسطين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هناك إجماعا وإسعافي إسرائيل على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحلّ خارج حدود «البلاد» على حد زعمه. الحلّ الصهيوني واعتبر بنيامين نتنياهو أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبدأ من اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل ليست دولة ثنائية القومية، مشيرا إلى أن وجود غير اليهود الذين يقطنون في إسرائيل ويتمتعون بنفس الحقوق مع الإسرائيليين لا يمنع وجود أمرين أساسيين يصنعان الصبغة الجوهرية للدولة. وأوضح في هذا الإطار أن الأمرين هما التسليم بأن إسرائيل هي الدولة الأم لليهود وأن قضية حق اللاجئين لا بد أن تحل خارج الدولة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن نتنياهو زعمه أن حل قضية اللاجئين يكمن في ترحيل الفلسطينيين إلى نفس مكان وجود اليهود الذين دعاهم إلى ا ستيطان فلسطين. «غول» غولدستون وفي تطرقه إلى تقرير القاضي ريتشارد غولدستون وصف المسؤول الصهيوني التقرير أنه يتجاوز حدود النفاق زاعما أنه يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الوقت الذي يبرّئ فيه حركة «حماس» حسب قوله. وأضاف أن أفضل وسيلة لنزع فتيل قضية غولدستون هو قول الحقيقة لأن إسرائيل تدافع عن نفسها بوسائل مشروعة ضد هجوم ظالم وفق زعمه. بدوره شنّ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز هجوما لاذعا على التقرير معتبرا أنه انتصار مدوّ لما وصفه بالإرهاب. وذكر بيريز أن لجنة التقرير الأممي قتلت لبرهة من الزمن عملية السلام في الشرق الأوسط لأن من سمّاهم بالإرهابيين يحسون اليوم بنشوة النصر وليس لديهم مزاج للدخول في التسوية حسب ادعائه. وقال في نفس السياق إنّه لم يسبق أبدا أن حصلت «منظمة إرهابية» على مثل هذا الاعتراف ا لدولي. وأرجع السبب في ذلك إلى ما اعتبره مشكلة كامنة في الأممالمتحدة حيث أن بها أغلبية مناهضة لإسرائيل التي لا يمكنها الفوز بأي تصويت لأن الدول العربية والإسلامية وما يتبعها من دول أخرى تمثّل الأغلبية، على حد رأيه. واتهم بيريز القاضي غولدستون بارتكاب خطإ ترؤس لجنة غالبية أعضائها مناهضون لإسرائيل. كما ندّد بشدّة بعدم تطرق أي من توصيات التقرير ال26 لما قال إن إسرائيل عانته جراء إطلاق الصواريخ عليها لمدة 8 سنوات مضيفا أنّ من يقرأه يخرج بانطباع أن تل أبيب استيقظت يوما بمزاج متعكر فذهبت لشنّ هجوم على غزة وفق زعمه. من جهته، حذّر نائب رئيس الوزراء الصهيوني سيلفان شالوم من عرض التقرير على مجلس الأمن الدولي. وادعى سيلفان شالوم أن مثل هذا الإجراء سيعوض الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام. وأضاف المتحدث نفسه أن تل أبيب حققت في المزاعم المثارة ضدها ولا تحتاج إلى نصيحة بشأن معالجتها شؤونها الداخلية. ونقلت مصادر إعلامية مطلعة عن جهات ديبلوماسية رسمية قولها إن كلاّ من الصين وروسيا عبرتا عن رفضهما مناقشة مجلس الأمن التقرير لأنهما تعتبران أنه يتدخل في السيادة الوطنية للدولة اليهودية.