في جو مفعم بالصمت والخشوع شيع مساء السبت أهالي منطقة الحنية (حوالي 20 كلم عن ولاية سيدي بوزيد) جثمان الرقيب أول طاهر بوزيدي الى مثواه الأخير بمقبرة بالجهة باشراف وحدة من وحدات الجيش الوطني باللباس الرسمي العسكري. الهالك اسلم روحه بعد عشرين يوما من إصابته بحروق بليغة في مقر إقامته الوقتية بالشوشة من معتمدية بن قردان بولاية مدنين حيث دعي للاشراف مع عدد من زملائه على تنظيم وفود اللاجئين القادمين من التراب الليبي من عدة جنسيات . وحسب ما جمعنا من معلومات حول واقعة الاحتراق فان الرقيب أول طاهر بوزيدي تعرض بمعية زميله خير الدين بوبكر الى حروق من الدرجة الثالثة بلغت نسبتها 70 بالمائة كما بلغ عمقها 55 بالمائة أثناء أدائهما واجبهما المهني في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد 12 و13 مارس الماضي بمنطقة الشوشة حيث يستقبل المخيم أعدادا كبيرة من اللاجئين القادمين من ليبيا. «شهيد شهيد» الهالك طاهر بوزيدي هو أكبر اخوته الذكور وهو الثالث في العائلة المتكونة من 10 افراد. كان يعمل بالجيش الوطني منذ سنة 1989 وهو متزوج واب لثلاثة ابناء (شيماء وماهر وأميرة). وقد تجمع عشية السبت عدد كبير من المواطنين في منزل والدي الفقيد حيث حل موكب الجنازة باشراف فصيل كامل من افراد الجيش الوطني برتب مختلفة. وتلا الآمر خصال الفقيد التي هتف لها المعزون «شهيد شهيد». وبعد الدفن حدثنا والده قائلا ان الفقيد قرر الدخول الى مدرسة الرقباء سنة 1989 ثم تزوج وأنجب، كان الاقرب لي ولكل الناس لا أحد اشتكى منه كان نعم الولد الصالح حتى كتبت له الشهادة. وقالت بسمة زوجة الشهيد وقد انهمرت الدموع من عينيها انها علمت باحتراق زوجها فزارته مرتين في المستشفى العسكري بتونس الا انها لم تتمكن من التكلم اليه ولو لدقيقة. ما حزّ في نفسها ان زوجها مات دون ان تتم ترقيته مثلما حصل لزملائه اثناء الثورة كما لم يتم ذكر كلمة شهيد لولا صياح اقاربه يا «شهيد يا شهيد» واكدت ان زوجها كان مثالا في الانضباط وانها أصبحت بعده بين 4 جدران لا تعرف أي مستقبل لابنائها الصغار. وقد طالبت عبر «الشروق» المسؤولين بان يعلموها بكامل الاحداث التي جدت حتى تعرف الاسباب الحقيقة التي أدت الى احتراق زوجها ثم الى وفاته.