بولبابة بالصالح كهل في السادسة والثلاثين من عمره متزوج وله من الابناء ثلاثة.. من متساكني منطقة «المنصف» بطريق الحامة يروي تفاصيل ما حدث خلال الليلة الفاصلة بين السبت والاحد الفارط في بوشمة باعتباره صاحب الشاحنة التي اكلتها النيران في تلك الحادثة. وينطلق بولبابة في سرد وقائع الحادثة بقوله «مساء يوم السبت جاءتني مكالمة هاتفية تخبرنا ان زوج أختي يتخاصم مع بعض شباب بوشمة فركبت صحبة أربعة اشخاص من افراد عائلتي شاحنة ال«404» لاستطلاع الامر ومحاولة فض الاشكال وتوجهنا الى مكان اقامة اختي قرب محطة التاكسيات». «عند وصولنا وجدنا هدوءا نسبيا يعم المكان الا من بعض الاحاديث هنا وهناك تروي تفاصيل الشجار الذي نشب بين الطرفين فعدت الى الشاحنة وادخلتها الى الزقاق الذي تقطن فيه اختي لاحملها وعائلتها والتوجه بهم الى بيت والدي لانهاء المشكل وتهدئة الخواطر...». «وفوجئت اثناء ادخال الشاحنة الى الزقاق الحاد قرب منزل شقيقتي ببعض شباب الحي ممن تعاطفوا مع ابن «حومتهم» يلقون الحجارة علينا ويمطروننا بوابل من الشتائم والكلام البذيء ففررنا الى داخل المنزل للاحتماء من الحجارة فاعتلى بعضهم الاسطح وبدأوا يلقون علينا الحجارة والبلور و الأجر وكل ما يقع تحت ايديهم ولم تمض لحظات حتى داهموا المنزل وكسروا الباب الخارجي وحاصرونا من كل جانب وعاثوا في الاثاث فسادا وتكسيرا وتحطيما بل ان بعضهم حاول اشعال قارورة الغاز في البيت لولا خوفهم من ان يؤدي الانفجار الى الاضرار بالبيوت المجاورة». وتواصل الحصار اكثر من ساعتين لتأتي سيارة الامن الا انهم استقبلوها بالحجارة فلم تستطع التقدم وفك الاشتباك وبقيت رفقة 10 من افراد الاسرة محاصرين في مشهد رعب بلغت فيه قلوبنا الحناجر وسط بكاء الاطفال وصراخ المصابين في رؤوسهم ووجوههم حتى جاءت فرقة مشتركة من الجيش والامن وتمكنت بعد جهد كبير من بسط الامن وفرض هدوء نسبي سمح لنا بالخروج تحت حماية الجيش وحمل ما تبقى من الاثاث بعد ان تحطم اغلبه ان لم نقل كله». وعن اسباب «الخصومة» ومنطلقها يقول بولبابة «حسب ما روته شقيقتي فان شابا من شباب بوشمة جاء يطلب زوجها لامر بينهما فلم يجده في اليوم الاول وتواصل سؤاله عن زوجها لثلاثة ايام متتالية حتى بلغ به الامر انتظاره امام باب المنزل يوم الواقعة (حوالي السادسة والنصف) حين عودته من العمل فخرج معه الى الشارع الرئيسي وهناك وجد في انتظاره ستة شبان وتطورت الخصومة بين الشاب وزوج اختي من الملاسنة الى التشابك بالأيدي الى «عراك» تدخل خلاله الشباب لنصرة صديقهم وعندما علمت أختي بما يحدث خرجت للشارع واطلقت عقيرتها للصياح فهب اليها بعض الجيران واهل الحي وتدخلوا لفك «الاشتباك» بين الطرفين وتوجه كل في حال سبيله وما ساعد على فض الاشكال بسرعة هو ان اختي وعائلتها ومنذ ان سكنوا ببوشمة (اربع سنوات) لم يحدث لهم أي مشكل مع الجيران اواهل الحي». ويواصل بولبابة حديثه «عند وصولي صحبة افراد عائلتي وجدنا الهدوء يخيم بالمكان فاقتربت بالشاحنة من بيت اختي لحمل بعض اغراضها والتوجه الى بيت والدي الى ان يعود الهدوء بصورة كاملة الا ان بعض شباب لم يرضوا بما حصل ورأوه تعديا عليهم فتجمعوا فوق الاسطح المحيطة بمنزل شقيقتي وبدأوا برمي الحجارة ومحاصرتنا من فوقنا ومن امامنا قبل ان يهجموا علينا داخل المنزل ويلحقوا بنا اضرارا بدنية كبيرة فضلا عن احراق سيارتي وتهشيم مكونات واثاث البيت». ويختم بولبابة حديثه «شاحنتي التي احترقت هي وسيلة عملي وعليها احمل والدي المعوق في تنقلاته بما اننا نقطن على بعد حوالي 27 كلم عن وسط المدينة منها 12 كلم طريقا ترابية في مسلك فلاحي فخسرت بذلك وسيلة نقلي وموطن رزقي بل ان الامر كاد يتطور الى حرق شاحنة ابن عمي ايضا الذي ترك شاحنته بعيدا عن مكان «الواقعة» وعاد لاستجلاء الامر الا ان بعض شباب بوشمة وعندما تفطنوا لها قاموا بكسر بلورها الامامي والجانبي وحاولوا حرقها باستعمال جريد النخيل لولا تدخل بعضهم وحملها بعيدا داخل محطة للوقود».