وجهت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس تهمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار الى امرأتين وهي الجريمة المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبها صلب الفصلين 201 و202 من المجلة الجنائىة. وتمت احالة المتهمتان في هذه القضية وهما شقيقتان على انظار الدائرة الجنائية الثالثة بالمحكمة الابتدائىة بتونس، يوم الاربعاء الفائت. مكان الجريمة منزل كائن بمدينة سكرة من ولاية اريانة وزمانها في ربيع 2002 ارتكبها: شقيقتان، متزوجتان، الاولى ام لإبنين، هما الآن بأحد دور الدولة لرعاية الأيتام، والثانية دون ابناء. الهالك زوج الاولى وأب الأبنين اللذين حرما منه ومن امهما. الجريمة يفيد قرار الاتهام ان الهالك كان في خلافات مستمرة مع زوجته، وانه تعمّد يوم الواقعة تعنيفها اذ قام بخنقها بقبضة يده الامر الذي دفعها الى اصابته في مستوى مؤخرة رأسه بقضيب حديدي ثم التحقت شقيقتها وقامت بخنقه مستعملة في ذلك قطعة قماش وشدتها بقوة الى ان انهار وسقط ارضا فارتطم رأسه بأرضية القاعة وهو ما ادى لوفاته، الا ان المتهمتان عادتا في فجر اليوم الموالي وقامتا باحراق المنزل وهو ما ادى الى تفحّم الجثة. الجحيم حسب نفس القرار فإن الزوجة وهي شابة في النصف الاول من عقدها الرابع، كانت تشتغل موظفة بأحدى المؤسسات الخدماتية ثم تورطت في إصدار صكوك دون رصيد سجنت جراءها لمدة اربعة اعوام وبعد انهائها فترة العقاب، اصبحت تدير روضة اطفال بولاية اريانة غير ان زوجها حوّل حياتها الى جحيم، واصبحت الخلافات امرا مستمرا بينهما وكان يعمد في كل مرة الى الاستحواذ على اموالها ومصاريف المنزل الذي تشقى من اجله، وكان يتعمد ايضا تهديدها بالقتل او افتكاك ابنيها فيما كانت هي في كل مرة تسعى الى تهدئته. بعد ان تفاقمت المشاكل بينهما، ووصل الامر الى حدّ لا يطاق تعمّدت شقيقة الزوجة التوجه الى احدى الصيدليات واشترت اقراصا مخدّرة، وضعت عشرة منها في علبة ياغورت ثم قدمتها للهالك ليتناولها، وهو ما ادى الى تخديره ليستيقظ في مساء اليوم الموالي. نوم عميق وبداية النهاية عندما استيقظ الزوج من نومه وكان منهكا وجد زوجته في المنزل فبدأ مباشرة في مشاجرتها فاحتدّ النقاش بينهما، وكانت شقيقة الزوجة تستمع الى صراخهما وبعد ان عنّف الهالك زوجته عمد الى خنقها بقبضة يده وعندما تفطنت الشقيقة الى صراخ شقيقتها توجهت مسرعة لاستجلاء الامر، لتجد الهالك بصدد خنق اختها فطلبت منه ان يترك سبيلها قبل ان يقتلها لكنه اصرّ على ما عزم عليه عندها اخذت قطعة قماش (غطاء رقبة) ووضعته على رقبته وسحبته بقوة لكنها لم تستطع زحزحته من مكانه فأعادت شدّ القماش وربطه من الخلف ثم قامت بخنقه وظلت تشده بقوة الى ان تداعى وانهارت قواه وفي اثناء ذلك وجهت له زوجته ضربة بقضيب حديدي في مؤخرة رأسه. وبعد ان خنقته شقيقة الزوجة انهار وسقط بقوة على ارضية القاعة فصدر عنه شخيروتبدلت ملامح بشرته، عندها فقط ادركت الاخت انها قتلت زوج اختها. «الحل» في احراق المنزل بعد ان تأكدت الاخت من وفاة الهالك اخذت شقيقتها لتستريح ثم طلبت منها نقله الى احدى غرف المنزل وغادرت الشقيقتان المكان بعد ان اغلقتا الابواب، وفي فجر اليوم الموالي في حدود الساعة الرابعة صباحا، ايقظت الاخت زوجة الهالك التي لم تكن تعلم بوفاة زوجها وطلبت منها التوجه معها للاطمئنان على صحة الضحية، وكانت في مساء يوم الواقعة قد توجهت الى احدى محطات بيع البنزين لتتزود بكمية من مادة حارقة. وبوصولهما الى المنزل اكتشفت الزوجة وفاة شريك حياتها، فبقيت في حالة صدمة فيما توجهت الاخت الى داخل المنزل لتجمّع بعض الحشايا ثم سكبت البنزين عليها وعلى الجثة وتعمدت اضرام النار فيها وانسحبتا بكل هدوء ليحترق المنزل بما فيه. في اثناء ذلك تفطن الجيران الى الحريق فأبلغوا اعوان الحماية المدنية واعوان الامن الذين حلّوا بالمكان ليتم اخماد النيران واكتشاف الجثة، وبعد اعلام النيابة العمومية والقيام بالمعاينة تم الإذن بفتح محضر تحقيقي كان منطلقا لقضية الحال. أخت الزوجة هي القاتلة جلبت الزوجة وباستنطاقها اعترفت بالوقائع وبأنها شاركت شقيقتها الجريمة، تمت احالتهما لقاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بأريانة حيث سجلت عليهما الاقوال المصرّح بها لدى باحث البداية. وبعد ان وجهت اليهما تهمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار وإصدار بطاقة ايداع بالسجن ضدهما تمت احالة ملف القضية على دائرة الاتهام التي ايدت قرار ختم الأبحاث وقررت احالتهما على الدائرة الجنائية المختصة بابتدائية تونس لمقاضاتهما من اجل ما نسب اليهما. وبمثولهما امام هيئة المحكمة يوم الاربعاء الفائت تمسكت الزوجة ببراءتها مؤكدة انها لم تكن تعلم بمقتل زوجها وانه ليست لها النية في قتله اصلا وأكدت انه عندما كان يخنقها تدخلت شقيقتها لمنعه من تعنيفها لكنه اصرّ على فعلته فعمدت الى خنقه مما اسقطه ارضا ليسلم الروح. وباستنطاق شقيقة الزوجة اكدت رواية شقيقتها وصرّحت بأنها هي من قام بخنق الهالك وقتله دون ان يكون لها القصد الاجرامي وانها لم تكن مصرّة او مضمرة قتله، كما اعترفت بأنها نقلت الجثة من مكان الجريمة الى مكان آخر في نفس المنزل وأنها عادت صحبة شقيقتها التي لم تكن تعلم بوفاة زوجها، وقامت بسكب البنزين في ارجاء عدة من المسكن وعلى جثة الهالك ثم اشعلت عود كبريت واضرمت النار في المنزل لمحو آثار الجريمة وهو ما ادى الى احتراق الجثة وتفحمها. وبعد استنطاق المتهمتان طلب القائم بالحق الشخصي تأخير القضية لإعداد الطلبات في حق الورثة، فيما طلب محامي الدفاع رفض مطلب التأخير واعلان الترافع وفوّضت النيابة العمومية النظر. وبعد المفاوضة الحينية قرّرت هيئة المحكمة تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 24 ديسمبر الجاري.