على نحو 16 كلم جنوب مدينة القيروان تتمدد عمادة زعفرانة التابعة لمعتمدية القيروانالجنوبية على بساط أخضر ضمن ما يعرف بسهل القيروان. فهي من أهم المناطق الخصبة وذات الإنتاج النباتي والحيواني الكبير. وقد مثلت هذه المنطقة ومنذ الاستقلال نقطة استقطاب سكني كبير تجاوز إلى حد الآن ال5 آلاف ساكن. لكن هذه التجمعات السكنية عانت من التهميش طويلا رغم دورها التاريخي والاقتصادي. ولم يشفع لها ذلك في العناية بأبنائها من الشبان العاطلين والعائلات المعوزة والمعوقين وطلبة العلم والحرفيين فظلت خاوية على عروشها لا ينتفع أبناؤها بأي ميزة من ميزاتها الطبيعية. ورغم قربها من مدينة القيروان (10دق بالسيارة) عبر الطريق الوطنية عدد 2 التي تفصل القرية إلى شطرين ورغم موقعها كمنطقة عبور.. فإن موقع المنطقة لم يسمح لها أن تتطور أكثر على مستوى البنية الأساسية وخصوصا الخدمات الحيوية من النظافة والتطهير والتنوير العمومي والفضاءات الترفيهية والأحياء الحرفية ومحلات الخدمات رغم ان المنطقة لا تبعد كثيرا عن وسط مدينة القيروان ولا عن مركز المعتمدية. مرافق غائبة من جهة ثانية فإن غياب قنوات التطهير أغرق الأحياء في الوحل كما أغلق المساكن في الفضلات البشرية والمياه المستعملة. وهو ما جعل البعض من السكان يلجأ إلى حفر أكثر من حفرة أو ما جعل المنطقة على فوهة لا يعرف متى تخرج خباياها. علما وان قنوات التطهير تعبر المنطقة في اتجاه مدينة بوحجلة (30 كلم جنوبالقيروان). أما التنوير العمومي فإنه أضحى هو الآخر من المطلبيات الملحة لدى السكان. ذلك ان المنطقة السكنية الواقعة على ضفتي الطريق الرئيسية شديدة الحركة أصبحت في أمس الحاجة إلى الإنارة ليلا بسبب كثرة الحوادث المرورية فيها من جهة وبسبب تكرر السرقات تحت جنح الظلام. كما يطالب أبناء الجهة بمدرسة اعدادية ومعهد ثانوي وبماء الشرب ومياه الري والتنوير العمومي ومستشفى محلي ومركز للحرس وتهيئة المسالك الفلاحية وتعبيدها وغيرها من المرافق الضرورية. وإذا علمنا ان تسمية «زعفرانة» تعود إلى نبتة الزعفران الثمينة التي كانت تنتجها الجهة، فإن القطاع الفلاحي بالجهة يحتاج إلى تنشيط ودفع قويين لتجاوز القصور الحالي في الانتاج. فالأرض التي تساوي العرض هنا تبخس قيمتها بسبب غياب مياه الري وغياب الآبار حتى تعود الجهة إلى سالف إنتاجها الفلاحي المنقطع منذ عقود مظلمة. ولعل انقطاع انتاج المنطقة لهذه النبتة «الذهبية» قد أذهب عنها العناية. ويرجو السكان الا تكون مظاهر الفقر والتهميش والبطالة أبدية. ولعل حلول التنمية تنطلق من توفير حي حرفي للشبان وبعث منطقة صناعية ومن أجل التشجيع على الاستثمار بالمنطقة التي يجب تصنيفها كمنطقة ذات أولوية في التنمية عسى تحيي مماتها وحتى لا تستمر مواكب دفن الأحلام الغارقة في الوحل.