نفذ ابناء منطقة الغابات والذراع وقفة احتجاجية امام محطة التطهير الواقعة عند مدخل مدينة القيروان للمطالبة بوقف الاضرار الصادرة عن المحطة والتي تهدد صحتهم ومواشيهم وفلاحتهم. كما طالبوا السلط الجهوية بالتدخل. تذمر سكان منطقة «الغابات»(القيروان) من الاضرار البيئية والصحية التي تسببها محطة التطهير القائمة منذ سنوات بذراع التمار على مشارف مدينة القيروان حيث يؤكد متساكنو المنطقة وبالخصوص أصحاب الأراضي الكائنة على ضفاف وادي العطف تضرر أراضيهم منذ إنشاء محطة التطهير ب«ذراع التمار» وهم ما ادى الى إتلاف الزرع ومنع نموه علاوة على الأمراض التي تنقلها الحشرات ومنها «الوشواشة» ذات الحجم الكبير. وقد طالب ابناء المنطقة بتغيير مكان المحطة او وقف تسريباتها من المياه المستعملة وهي مياه تطهير ملوثة. رغم ان المحطة تقوم بمعالجة هذه المياه وتوزيعها على الفلاحين لري المساحات العلفية. وحسب شكوى المواطنين، فان هذه المحطة لم تتوقف منذ إنشائها عن تسريب المياه الملوثة التي غطت الأراضي المذكورة فانتشر فيها نبات القصب وسكنها الخنازير وحرمهم بالتالي من استغلال أراضيهم الخصبة التي اصبحت عقيمة بعد أن كانوا يزرعون الحبوب والغلال كالبطيخ و الدلاع . فقد تحولت الأراضي الخصبة حسب المواطنين الى مستنقعات للمياه «المعالجة» تنبعث منها الروائح الكريهة الأخطر أنّ ماشية أصحاب هذه المنطقة تتغذى منها مما يهدد بالأمراض وربما الأوبئة. زد على ذلك وجود جحافل من الخنازير تتكاثر وتقضي على كل نبتة أو عود يزرع. وقد تفاقم الخطر بالمنطقة مع كل يوم جديد بعد ان اوهمت الجهات المعنية بمزايا هذه المحطة ودورها في معالجة المياه المستعملة رغم تنبيهنا الى خطورة استعمال المياه في الاراضي الفلاحية قبل عامين. حلول عاجلة... وقد تحركت ثلة من الأهالي بمراسلة الوالي في أواخر شهر ماي الفارط دون تلقي اي رد يذكر كأن الأمور لا تهم المسؤولين. وكأن وضعيتهم المزرية هي ضريبة يجب عليهم دفعها والقبول بالشروع «البيئي». ثم عاود الأهالي تحركهم ومطالبهم وتشكياتهم واجتمعوا بالمسؤولين. وتمخض الاجتماع في النهاية عن تعهد الوالي بمتابعة هذه المشكلة بكل جدية و طلب من الجهات المعنية القيام بالدراسة اللازمة وتقديم حلول حسب الإمكانات المتاحة في أقرب الآجال. ومنذ ذلك التاريخ لم يتلق أهل تلك المنطقة أي إشارة عن نية البدء في حل رغم المقترحات العملية والممكنة وغير المكلفة التي قدموها في الاجتماع، والتي تتمثل في حفر وادي العطف الآن لوقف تلوث الأراضي والمحيط حتى يتمكن السكان من استرجاع أراضيهم والعمل بها وإحداث منطقة سقوية بالغابات. ويؤكد الأهالي على أهمية عنصر الوقت في وقف الاضرار حيث أن القيام بأعمال الحفر وربط الوادي بالمحطة المشار إليها لا يمكن القيام به إلا في هذا التوقيت بالذات عندما تجف المياه المنتشرة في الأراضي. علما ان منطقة «ذراع التمار» والغابات تشكو من مياه الري ومن مياه الشرب. ورغم توفر الأراضي الخصبة الا انه لا يقدرون على استثمارها وهو ما ضاعف اعداد النازحين والمهاجرين بحثا عن لقمة العيش. فهل يستحق نداء ابناء المنطقة عناية واهتماما من المسؤولين، ام ستظل المياه راكدة. وهل ستبقى نداءات المواطنين قابعة اسفل السبخة؟