شنت اسرائيل امس عدوانا واسعا على قطاع غزة أودى بحياة العديد من الفلسطينيين واصابة العشرات بجروح خطيرة فيما ردت فصائل المقاومة على العملية العسكرية الصهيونية باطلاقها صواريخ «غراد» و«الكاتيوشا» على عسقلان جنوبفلسطينالمحتلة. وأمر وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك مساء أمس الجيش الاسرائيلي بالتحرك السريع وباتخاذ كافة الوسائل لضرب قطاع غزة المحاصر. كما أكّد المتحدّث باسم الحكومة الصهيونية أن اسرائيل ستبدأ حربا واسعة على غزة خلال الساعات القليلة القادمة. وأكّدت مصادر اعلامية مطّلعة بأن الغارات الصهيونية التي استهدفت منطقة الأنفاق في مدينة رفح جنوب القطاع أدّت الى سقوط 3 شهداء على الأقل واصابة العشرات بجروح. وأضافت أن الجرحى نقلوا الى مستشفى «أبو يوسف النجار» برفح لتلقي العلاج. وشن الطيران الصهيوني امس 3 غارات جوية متتالية على رفح. وأشارت الى أن شهيدين من بين الضحايا يعودان الى عائلة «الجرادات». وأردفت المصادر أن الزوارق الحربية الصهيونية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه شواطئ القطاع. وتوغلت الاليات العسكرية الصهيونية لعشرات الأمتار شرق الشجاعية وأطلقت نيران أسلحتها تجاه منازل المواطنين . واعتبر القيادي الحمساوي فوزي برهوم ان التصعيد العسكري الصهيوني هو اختبار لإرادة الشعوب العربية التي يجب ان تثبت أنها لن تسمح أبدا باستهداف غزة. وفي مقابل هذا العدوان أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخها على عسقلان وموقع «اسناد» «طوفا» بصاروخي «قسام» واعترفت القيادة الصهيونية بانهمار الصواريخ على جبهتها الجنوبية مقرّة بنجاح المقاومة في استهداف أحد مقاتلاتها. وأضافت أن الاستهداف تم من خلال مضادات أرضية تعود للمقاومة الفلسطينية. كما قصفت أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مستوطنة «نتيفوت» بصاروخين، فيما ضربت كتائب الاقصى مستوطنات «أشكول» بصاروخين. وفي الأثناء طالب الرئيس الصهيوني شمعون بيريز مجلس الأمن الدولي بالعمل على وقف اطلاق الصواريخ من غزّة. بدوره أكد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أنه لن يتوانى عن اتخاذ كافة الاجراءات «اللازمة» إزاء الوضع في غزة. وحيال هذا التصعيد الميداني قال وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو الذي التقى مؤخرا برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة السورية دمشق، إن العمليات العسكرية الاسرائيلية في القطاع تنطوي على مخاطر تهدد المنطقة بأسرها. وأضاف أوغلو أن العمليات قد تؤدي الى أزمة كبيرة في فلسطين وتسفر عن مزيد من عدم الاستقرار. وفي سياق متصل، أكد مسؤول في حركة «حماس» أن الغارة التي قصفت سيارة بالقرب من مدينة «بورسودان» السودانية الثلاثاء الماضي والتي تسببت في مقتل شخصين كانت تستهدف قياديا في كتائب «عزالدين القسام» الذراع المسلح للحركة. وقال القيادي في «حماس» اسماعيل الأشقر إن ابن شقيقه القيادي الميداني عبد اللطيف الأشقر كان هو المستهدف من الغارة التي ضربت سيارة مدنية جوار مطار مدينة «بورسودان» شرق السودان. وأضاف أن عبد اللطيف الأشقر تعرض لعدّة محاولات اغتيال والاحتلال يطارده منذ سنوات عديدة مشيرا الى أن اللّه سبحانه وتعالى أعمى الصهاينة وأنجاه. وكانت وسائل إعلام صهيونية قد أشارت الى أن الجيش الصهيوني تمكن من اغتيال عبد اللطيف الأشقر الذي وصفته ب«خليفة» محمود المبحوح. كما توعدت الخرطوم تل أبيب بالرد في الوقت المناسب.