لا يختلف اثنان، إن المسرحية الكوميدية هدفها ادخال البهجة وخلق الابتسامة، لكن باطنها نقد للوضع ومعالجة القضايا. وبعد قيام الثورة بات السؤال مطروحا ماذا أعد الكوميديون من أعمال؟ «الشروق» اتصلت بالبعض للاجابة عن هذا السؤال، فكانت اجابات البعض بأن أعمالهم تصب في خانة نجاح الثورة وخلق المزيد من الحرية في معالجة عديد القضايا التي كانت من المحرّمات.. لكن شقا آخر من الكوميدين خير الركون ولكل مبرّراته.. بعيد الثورة دخل الكوميدي رياض النهدي في جملة من الأعمال، فهو بصدد تحضير سيتكوم كما أدخل عديد المشاهد التي رفضت إبان العهد السابق في مسرحية «البراني على برّه».. وحسب حديثه فإن المواقف جريئة ويحبذها المتفرج. ولم يكتف رياض عند هذا الحدّ فقد عاد للعمل مع عمه لامين النهدي والكوميدي محسن بولعراس في عرض بعنوان «بعد الشدة يجي الفرج»... أما الكوميدي لطفي العبدلي فقد خير الابقاء على عنوان مسرحيته «مايد اين تونيزيا» لكنه غير من محتواها بنسبة 90 بالمائة حتى تتماشى مع المشاهد والأحداث التي جدت بتونس مؤخرا. «أنا زادة فهمتكم» منوعة تواكب أحداث الثورة نشمل أغاني للراب ومواقف ساخرة.. شخصيات عديدة من جلّ الشرائح الاجتماعية يقوم بدورها الكوميدي منذر الجريدي الذي شرع في إعداد عمله ليلة 14 جانفي إبان هروب بن علي... وعلى عكس أعمال هؤلاء الكوميديين فقد خير البعض عدم الظهور أو إعداد عمل جديد، فعبد القادر دخيل لايزال في لحظات مخاض في انتظار إعداد عمل جيد وهادف بعيدا عن الابتذال واللهث وراء المادة ونفس الشأن للكوميدي نصر الدين بن مختار الذي رفض حتى الظهور في الفضائيات وألغى عديد الأعمال سواء داخل تونس أو خارجها. وردّا على السؤال ماذا أعددت بعد الثورة؟ كانت إجابة بن مختار بأن لديه عديد الأعمال الجديدة لكنه يرفض الركوب على الأحداث لأنه لا يبحث عن المادة والركوب على الأحداث وأضاف أنه من العيب خلق ما يسمى بالابتسامة في ظل الأحزان التي تخيّم على عائلات الشهداء والمتضرّرين في أعمالهم وأملاكهم ليؤيد حديثه بأن معاناة التونسيين متواصلة كما الشأن للقطر الليبي الشقيق الذي يعيش حالة حرب فكيف لفنان أن يقوم بعروض ظاهرها ادخال البسمة ونقد الوضع الاجتماعي بأسلوب هزلي والحال أن الشعب التونسي لايزال يعيش على وقع من الأحزان.