أثمرت ثورة الحرية والكرامة بمدينة تبلبو حراكا تنمويا وسياسيا وثقافيا مسترسلا احتضنه المجلس المحلي لحماية الثورة صلب مختلف اللجان، التي تعنى بمختلف جوانب الشأن العام وعلى علاقة مباشرة بشواغل الأهالي، لا سيما الجانب الثقافي حيث عملت لجنة الثقافة على تأثيث عطلة الربيع الفارطة ببرامج تنشيطية نهلت من روح الثورة بما تحويه من ارهاصات. وقد راوح البرنامج الثقافي «ربيع الثورة» بتبلبو أساسا بين الورشات التكوينية المتخصصة في الألعاب الدرامية والكورال والرسم وصنع الدمى مجتمعة في ما بينها على اخراج الثورة كيفما تحتمل وسائط الابداع وتشتهيه ملكة شباب الثورة، وترمي هذه الورشات التي أشرف على تنشيطها تطوعا أساتذة مختصون من أصيلي مدينة تبلبو، الى نبش الامكانات الابداعية الدفينة واستكشاف ملكة الخلق حتى تصقل موهبة المتلقي. وبالتوازي مع الورشات التكوينية، كان لأطفال الجهة ضمن فعاليات هذه التظاهرة، مواعيد مع الألعاب السحرية وعروض فرجوية متنوعة لنادي الأطفال بتبلبو وأعمال أخرى تتوج ما صنعته الورشات طيلة أيام التظاهرة. ولأن ثورة 14 جانفي المباركة، باتت ملهمة الابداع ومحررة لزخم من المكبوت الثقافي لدى الشباب، كان ختام هذه التظاهرة الثقافية بعروض غنائية ملتزمة لفرقة «جدل» زاوجت فنيا بين ثورتي تونس ومصر من خلال مراوحتها بين أغاني الشيخ امام والبحث الموسيقي وأغاني أخرى ملتزمة تونسية وشرقية لترسم جدلا آخر انتشت معه ذاكرة النضال السياسي لدى الجماهير، فضلا عن أنها شخصت لمتلقيها مثالا لالتحام سيل الثورات العربية المباركة بحضور ثلة مثقفة من أبناء الزنتان من ليبيا الشقيقة حلوا ضيوفا على المجلس المحلي لحماية الثورة بتبلبو. كريم الغريبي