تواصلت الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة أمس موقعة مزيدا من الشهداء في صفوف المقاومة الفلسطينية التي أعلنت الاستنفار وتوعدت بالرد على العدوان الاسرائيلي «على نطاق واسع من الأهداف» فيما أعلنت أوساط اسرائيلية تصميمها على اسقاط «حماس». وأكدت مصادر أمنية فلسطينية أمس أن اثنين من قادة القسام استشهدا بعد ان أطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية صاروخا نحو سيارة مدنية من طراز «سوجارو» أثناء سيرها في أحد الشوارع الرئيسية بحي «تل السلطان» غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة... لكن ناطقا باسم الجيش الاسرائيلي قال إن قواته اغتالت ثلاثة من كتائب القسام في عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الأمن العام. كما شنت طائرات الاحتلال غارة جوية على أرض خالية بالقرب من الادارة المدنية شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة مما أدى الى وقوع اصابتين في صفوف المواطنين وتضرر عدد كبير من منازل المواطنين... من جهته حمل مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة «حماس» الكيان الصهيوني التصعيد الذي يتعرض له قطاع غزة مشيرا الى أن الفصائل ملتزمة بالتهدئة اذا التزمت بها اسرائيل. وأكد في مداخلة مع قناة «الجزيرة» أن الاحتلال هو الذي يقوم باستهداف القيادات العسكرية والسياسية في قطاع غزة مشددا على أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد. من جانبه هدد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس بأن رد فعل المقاومة سيتسع نطاقه اذا استمر التصعيد الاسرائيلي. وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» ايهاب الغصين «الوزارة أعلنت حالة الطوارئ وكافة أجهزتها الأمنية تعمل على مدار الساعة وجهاز الدفاع المدني والخدمات الطبية تعمل في كل أنحاء القطاع لانقاذ المواطنين من استهداف الاحتلال الصهيوني. وأضاف «الاحتلال الصهيوني يصر على الاستمرار في اعتداءاته على الفلسطينيين وسفك دمائهم على مرأى ومسمع العالم أجمع وأمام صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم دون محاسبة لقادته أمام المحاكم الدولية. من جانبها دعت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الى وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فورا. وقالت وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية أمس ان اجتماعا لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين سيعقد اليوم لبحث التصعيد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة. وفي الأثناء قال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني الأسبق جنرال الاحتياط غيورا آيلند أمس انه لن يكون بوسع اسرائيل تحمل اطلاق صواريخ متطورة على أهداف مدنية عليها. وأعرب آيلاند وفقا لما ذكرته الاذاعة الاسرائيلية عن اعتقاده بأن قيام اسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية طويلة الأمد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسألة وقت. وأضاف أن مثل هذه العملية ستشتمل على دخول القطاع وضرب البنى التحتية لما وصفه ب«الارهاب» مثلما جرى خلال عملية «السور الواقي» من الضفة الغربية عام 2002. وفيما طالبت جهات صهيونية حكومية بالقضاء على حكم حماس في غزة اعتبر آيلاند أن هذا الأمر غير واقعي لأنه يتطلب احتلال القطاع بكامله والبقاء هناك لمدة سنين غير أنه اعتبر أن الطرفين لا يرغبان في خوض مواجهة كبرى في هذه المرحلة.