اعتبرت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن ليبيا هي البلد الوحيد الذي تحولت فيه الثورة العربية إلى صراع مسلح يفتقر فيه الثوار إلى التنظيم والخبرة، وهو ما يجعل النظام باقيا في السلطة. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها تحت عنوان «تراجع الثوار» بالقول إن تجدد الاشتباكات الأخيرة بين كتائب العقيد معمر القذافي وقوات المعارضة قرب أجدابيا شرقي ليبيا يؤكد شيئا واحدا وهو أنه كان على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يدرك منذ البداية أن الثوار ليسوا قوة مقاتلة. فالثوار«حسب الصحيفة» تمكنوا من طرد المسؤولين من بنغازي ولكن عندما آن أوان القتال الحقيقي فان كل ما فعلوه هو التراجع. وأشارت إلى أن التقدم الذي حققه الثوار على الأرض جاء فقط بمساعدة ضربات الحلف الجوية وبعد أن ولت كتائب القذافي الأدبار، مضيفة أن الحرب الحقيقية تدور بين قوات القذافي والناتو. ورأت الصحيفة أن مساعدة بريطانيا للثوار من حيث التدريب وتقديم الأسلحة لن تجدي نفعا لدى قوات تفتقر إلى القيادة والتنظيم، ولا سيما أن قوات القذافي تمكنت من التكيف مع الضربات الجوية وعمدت إلى إخفاء دباباتها واستخدام عربات صغيرة وسريعة.