برزت خلال الأيام الأخيرة ظاهرة احراق وإتلاف المدارس الابتدائية. فبعد تخريب مدرسة 2 مارس بالملاسين تم حرق المدرسة الابتدائية ببرج غربال بالمدينة الجديدة. وخلفت هذه الأحداث مشاعر الاستياء والغضب في صفوف الأولياء والمربين واتهموا أطرافا تدين بالولاء للنظام السابق والرئيس المخلوع بالوقوف وراء هذه العمليات بهدف بث الخوف والفوضى. من الأولياء الذين لم يتقبلوا عمليات حرق وإتلاف المدارس السيد محمد العيادي الذي قال: «إنها عمليات اجرامية تستهدف أطفالنا ومؤسساتنا التربوية التي تعتبر فضاءات مقدّسة ويريد أصحابها بث الفوضى وتشتيت أذهان المربين والأولياء». ويتابع: «أحداث الحرق غير بريئة ومصدرها أعداء الثورة»، ويؤكد السيد خالد غراب: «هؤلاء المجرمون أذيال النظام السابق يريدون العودة بنا إلى الوراء وإتلاف مكتسباتنا باتباع استراتيجية الفوضى الخلاقة حتى ولو تعلق الأمر بتخريب مؤسسات تحمل دلالة داخل المجتمع وقدسية ومكانة خاصة في ذاكرتنا». ويضيف: «يجب على أجهزة الأمن تحمّل مسؤولياتها بالتصدي للمعتدين ومحاكمتهم»، ويعتبر السيد فتحي مستوري: «أن تصل عمليات الحرق والتخريب الى المدارس والمؤسسات التربوية، فذلك يعكس حجم دناءة وحقارة الأطراف المحرّضة عليها والتي كانت في وقت سابق مستفيدة.. يجب عدم التهاون في مقاومة هذه الأطراف حتى نحافظ على مكتسبات ثورتنا ونعيد الاطمئنان لقلوب التلاميذ والمربين». المتفقدون يكشفون: «لطالما طالبنا بحماية المدارس» بدورهم عبر متفقدو التعليم الابتدائي عن استنكارهم لهذه الأعمال الوحشية. فالسيد حافظ محفوظ (متفقد) أكد ل«الشروق»: «ندين هذه الأعمال التي تظهر عدم وعي بقيمة مؤسساتنا الوطنية خاصة التربوية منها. وأعتقد جازما أنّ من يقوم بمثل هذه الأعمال خال من كل قيم الوطنية والغيرة على البلاد لأن المؤسسة التربوية هي الضمانة الأساسية لمواصلة التحديث ورفع مستوى المجتمع وهي منارة للعلم، فكيف نحرق هذه المنارة؟ هل نبحث عن الظلام»؟ ويضيف: «من الضروري حماية هذه المؤسسات بتوفير حراس في الليل وطالما طالبنا في العهد السابق بتحقيق هذا الاجراء لكن دعوتنا كانت تقابل بالاهمال، ومثل هذا الاجراء من شأنه أن يقلص من حدّة البطالة ويوفر مورد رزق اضافي وهو أيضا يوفر الحماية لمؤسساتنا التربوية». ولمعرفة موقف وزارة الداخلية من أعمال التخريب وحرق المؤسسات التربوية اتصلنا بمقر الوزارة وتم وعدنا بمهاتفتنا وبتقديم تفسيرات حول الأحداث والاجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية هذه المؤسسات التربوية إلاّ أننا للأسف بقينا في انتظار المكالمة لكن دون جدوى.