قال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك للمحققين «إن المقرّبين منه غالطوه وقدّموا له معلومات تُجانب الحقيقة بشأن الأوضاع في مصر إبّان اندلاع ثورة 25 جانفي، وإنه كان ينوي التنحي منذ اليوم الرابع للاحتجاجات وهو من أمر القوات المسلحة بالنزول الى الشوارع لحماية المواطنين وطمأنتهم». وتناقلت تقارير إخبارية أمس مقتطفات من أقوال مبارك خلال التحقيق معه والتي أكد خلالها أنه كان قد اتخذ قرارا بترك الحكم في اليوم الرابع للمظاهرات وأنه لم يصدر أي تعليمات لأحد باطلاق الرصاص على المتظاهرين أو التعدّي عليهم بالضرب. مبارك يبكي وقالت مصادر قريبة من التحقيقات إنّ مبارك حاول طرح بدائل لحبسه حفاظا على ماء الوجه، إلاّ أن قرار النائب العام كان قاطعا لا يقبل المناقشة، وهو ما جعل مبارك يبكي بالفعل لأول مرة على الرغم من شخصيته العنيدة. وأكد مبارك خلال التحقيقات أنه تحدث مع اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق مرة واحدة وطلب منه فيها التعامل بحذر مع المتظاهرين، وقال «إذا كان أحد من قيادات الداخلية قد زجّ باسمي في التحقيقات فكلامه كذب». وكشف أن المقرّبين منه حذّروه من أن تنحيه عن الحكم سيدخل البلاد «في منعطف خطير»، وصوّروا له الأمر على أنّ المظاهرات تريد تغيير الحكومة فوافق على تغييرها. ونقلت صحيفة «الشروق» المصرية عن مبارك القول في التحقيقات إنه فضل مصلحة البلد العليا على مصلحته الشخصية واستجاب لرغبة الشعب في تخليّه عن منصب الرئيس «واضعا مصالح الوطن وأبنائه فوق كل اعتبار، واخترت الابتعاد عن الحياة السياسية متمنيا لمصر وشعبها الخير والتوفيق والنجاح خلال المرحلة المقبلة»، حسب قوله. أمّا في ما يتعلق بتهم التربّح والاستيلاء على المال العام، فلم تخرج ردود مبارك عن اطار الخطاب الذي أذاعته قناة «العربية» الأحد الماضي، حيث قال إنه تعرض وأسرته لحملات ظالمة وادعاءات باطلة تستهدف الاساءة الى سمعته والطعن في نزاهته. وكان التلفزيون المصري أعلن الليلة قبل الماضية أن مبارك ونجليه علاء وجمال سيمثلون أمام احدى محاكم القاهرة للاستجواب يوم 19 أفريل الجاري. لكن رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار سيد عبد العزيز عمر نفى ذلك وقال إنه لم يتم الانتهاء من التحقيقات حتى الآن، ولم يتم احالة الملف الى محكمة الجنايات. اصرار على الاتهام من جانبها دخلت رقيّة السادات، ابنة الرئيس المصري الراحل أنور السادات على خط أزمة الرئيس المخلوع وأكدت أنها مستمرة الى آخر الشوط في قضيتها ضدّ مبارك والتي تتهمه فيها بالتورّط في اغتيال والدها. وقالت رقيّة إنها تملك أدلة على مشاركة مبارك في مؤامرة اغتيال السادات في حادث المنصة. ويمضي مبارك فترة الحبس على ذمة التحقيق في غرفة بالطابق الثالث لمستشفى شرم الشيخ، حيث واصل عشرات المصريين أمس التظاهر مطالبين بابعاد الرئيس المخلوع عن المدينة السياحية على البحر الأحمر. من جهة أخرى أظهرت لقطات فيديو مصوّرة بثها موقع «العربية نت» نجلي مبارك وهما مكبلان يتقدمان نحو سيارة الترحيلات المحاطة بعدد من سيارات الحراسة الأمنية. وقال الموقع «كانت عيون رجال الأمن الذين احتشدوا في مطار «الماظة» شرق القاهرة تترقب نزول الرئيس السابق حسني مبارك بعد ليلة عاصفة من الأخبار عن التحقيق معه وإصابته بأزمة قلبية ودخوله مستشفى شرم الشيخ، ولكن ظهر جمال وعلاء مبارك، وقد لوحظت عليهما علامات الذهول.