ماذا يجري في تونس؟ حوارات على أعمدة الصحف وعبر التلفزيونات والإذاعات والانترنات لمسؤولين في نظام بن علي يقولون انهم أبرياء. كلهم أبرياء بلا استثناء... حتى أولئك الذين قتلوا أبناء الشعب، قالوا إنهم أبرياء إنهم مظلومون. السرياطي ايضا، فهو من أكره بن علي على الرحيل، إذن هو من أنقذ البلاد من الدكتاتور.. حتى التجمعيين، قالوا إنهم كانوا ايضا ضحايا بن علي. وزراء، رؤساء مديرون عامون، كبار موظفين على مدى أكثر من عشرين عاما.. كلهم أبرياء. إذن ماداموا جميعا أبرياء، فمن المسؤول؟ أعتقد ان الذين قُتلوا في القصرين وسيدي بوزيد وتونس ودوز... وغيرها من المدن التونسية، كانوا «ارهابيين» وأن من قتلهم كان في وضعية الدفاع عن النفس. ومن قتل ثم قُتل من القتلة فلا ريب هو الشهيد. السرياطي كان هو قائد الثورة، والشعب التونسي كان يقمع أعوان البوليس وأعوان المخابرات وجميع فرق التدخل. أما عن بن علي، فأعتقد أنه ايضا كان مظلوما ويبدو انه سيرفع قضية ضد الشعب التونسي الذي انتفض ضده دون استناد الى النص القانوني ودون مراعاة لمجلة الاجراءات الجزائية ومجلة التهيئة الترابية. أما عن ليلى بن علي، فإن منظمة المرأة العربية اعتذرت لها وأعادتها رئيسة وسيدة أولى وعائلة الطرابلسية سيحصلون على الوسام الأكبر للجمهورية ويأخذون مع عائلة بن علي لقب «المجاهدون من الرعيل الأول» لذلك قررت فرنسا وإيطاليا معاقبة الشعب التونسي الظالم المستبد ومراقبة حدوده بشكل صارم مع التنبيه عليه بعدم العودة لإسقاط النظام، وتمكين بن علي من شعب آخر ليحكمه مع اسعافه بالعودة الى تونس بمناسبة رمضان الكريم، فهو شهر التسامح وعفا الله عما سلف. الثوريون وقائد الثورة، وجب مجازاتهم أما هذا الشعب فلا بد له من حاكم شديد العطش للدماء، او لنقل مصاص دماء مثل سابقيه. عاش قائد الثورة. سؤال أخير. بعد ان تبيّن، حسب القضاء، ان عون التراتيب فادية الحمدي بريئة مما نسب اليها من تهم وأنها لم تعتد على البوعزيزي. فلماذا إذن حرق الرجل نفسه، وكان الشرارة التي أسقطت نظام بن علي البريء جدّا من القتل والقمع والقهر. نحن الظالمون، لا شك، فتَحية الى السرياطي قائد الثورة وجماعته.