بعد أيام من فك الاعتصام المفتوح بحي التحرير من مدينة تطاوين للمطالبين بحق الشعل في الشركات البترولية العاملة بولاية تطاوين والمطرودين من العمل بطريقة تعسفية وبعد الاتفاق مع السلطة الجهوية والشركات البترولية على تشغيل عدد هام من شباب تطاوين في حقول البرمة النفطية وترسيم المطرودين منهم بالشركة الأم بعيدا عن شركات المناولة ... وبعد طول انتظار قامت مجموعة من هؤلاء الشبان العاطلين عن العمل يوم الاثنين 18 أفريل الجاري بقطع الطريق الرابطة بين تطاوين و مدنين على مستوى حي التحرير أمام مقر الولاية وحذو دار الاذاعة الجهوية بتطاوين للمطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعتها السلط الجهوية بتشغيلهم و ذلك حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ أكثر من شهر كما أسلفنا الذكر. وقد شملت عملية إيقاف الحركة المرورية من قبل المحتجين التي تستهدف السيارات الادارية و السيارات التابعة للشركات و الشاحنات باستثناء السيارات الخاصة و سيارات الاجرة كاللواج و التاكسي التي انطلقت منذ الساعة الثانية بعد الظهر ايقاف وحجز ما يزيد عن ال 250 وسيلة نقل طيلة اليوم. وهم يصرون على مواصلة قطع الطريق الى ان يتم تحقيق المطالب التي وعدت بها السلط و الشركات النفطية رافضين وعد والي الجهة بتمكينهم من الشغل في ظرف العشرة أيام اللاحقة. في ولاية تطاوين تنشط 102 شركة نفط تشغل 16 الف عامل منهم 800 فقط من ابناء الجهة الذين يرون انه عدد يكشف عن مظلمة كبيرة لهم و يطالبون في نصيب اكبر من ذلك بكثير في الشغل في هذه الشركات. و تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة البطالة بربوع ولاية تطاوين بدأت تستفحل يوما بعد يوم إذ تقدر حاليا نسبة العاطلين عن العمل بالجهة ب23 فاصل 7 بالمائة. كما ساهم تسريح عشرات العملة من شركات المناولة في الصحراء في تفاقم هذه الظاهرة بالجهة، إلى جانب سوء تصرفات القائمين على الشركات البترولية ووزارة الصناعة في هذا الإطار التي كانت مخيبة للآمال، حيث من المفترض أن تساهم هذه المؤسسات التي يفوق عددها80 مؤسسة بكامل ربوع الولاية في امتصاص البطالة بها خاصة بالنسبة إلى ذوي المستويات التعليمية المتوسطة والذين يناهز عددهم 4600 شاب وشابة. ومن ناحية أخرى دخل عمال شركة «ليني L.E.N.I البترولية الايطالية احدى أكبر الشركات العاملة في صحراء ولاية تطاوين في مجال انتاج النفط والغاز في اعتصام دون تعطيل الانتاج منذ يوم الجمعة الماضي حاملين شارات حمراء احتجاجا على وضعيتهم المهنية. وقال السيد خالد حرزالله وهو احد العملة في تصريحات لاذاعة تطاوين ان جميع العمال والبالغ عددهم أكثر من 200 عون هم متعاقدون مع شركات مناولة منذ سنوات. مطالب المعتصمين هي الترسيم في الشركة الأم «ليني» مؤكدا على أن اعتصامهم جاء بطريقة سلمية وبأسلوب حضاري ولم يمس قطاع الانتاج بالشركة الذي لم يتوقف وأفاد المدير الجهوي للتشغيل في وقت سابق أن شركات المناولة في الصحراء توفر نحو 16 ألف فرصة عمل للتشغيل. وقد تم مؤخرا تشغيل حوالي 30 عاملا فقط في شركتين خاصتين وان الجهود تتجه حاليا نحو تلبية عرض شركة بترولية لتوظيف خمسين شابا تقدم إليه حوالي 1500 عامل. و قد استعادت الإدارة الجهوية للتشغيل ملف التشغيل مؤخرا بعد أن ظل لفترة طويلة من مشمولات الولاية.