أبدت الصحف البريطانية أمس مخاوفها من تورط بريطانيا في نزاع طويل الأمد في ليبيا ومواجهة «فيتنام جديدة» هناك بعد قرار لندن ارسال مستشارين عسكريين لدعم الثوار الليبيين. وهو ما حذّرت منه أيضا الحكومة الليبية معتبرة أن الخطوة البريطانية ستطيل القتال وستؤثر على فرص السلام في ليبيا. وكتبت صحيفة ال«غارديان» أنه «علينا أن نذكر بأن القرار الدولي 1973 لا يجيز للدول تقديم الدعم للثوار والدفاع عن المجموعات المسلحة أو طرد (معمر) القذافي». شبح فيتنام وأضافت «كما أنه لا يجيز غزو قوات للبلاد كما حصل في العراق (...) لكن في الواقع هذا ما يحصل تماما وعلينا ألا نخدع أنفسنا لأن هذه العملية أطلقت». وقالت صحيفة «تايمز» إن إرسال مستشارين «أثار على الفور مخاوف من تورط بريطانيا» في النزاع الليبي مشيرة الى أن «شبح حرب فيتنام يهيمن على النقاشات حول أي نوع من التدخل في ليبيا». وعنونت صحيفة «ديلي ميل» على صفحتها الأولى «تحذير حول مخاطر فيتنام جديدة»، مؤكدة تصريحات أدلى بها بعض النواب. وشدّدت ال«ديلي تلغراف» على «المخاوف من تورط بريطانيا في نزاع مثل حرب فيتنام». وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد «كاميرون استبعد في نهاية الأسبوع الماضي أي احتلال أو غزو لليبيا لكنه اختار كلماته بعناية فائقة ليترك الباب مفتوحا لانتشار عسكري على الأرض وهو ما سنشهده قريبا». وحذر نواب بريطانيون من مزيد الانزلاق في الصراع الأهلي بليبيا والتحول عن غرض المهمة الجوية، في اشارة الى احتمال نشر قوات بريّة. وأعرب منزيس كامبل، الرئيس السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار عن مخاوفه من التورط في مستنقع عسكري هناك وقال، لقد بدأت فيتنام مع الرئيس الأمريكي بارسال مستشارين عسكريين، علينا أن نمضي بحذر». خطوة إلى الوراء من جانبه حذر وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي بريطانيا من أن ارسال فريق عسكري الى بنغازي لتقديم المشورة لقوات المعارضة سيطيل القتال ويؤثر على فرص السلام في ليبيا. وقال العبيدي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس «نعتقد أن أي وجود عسكري هو خطوة الى الوراء، ونحن على يقين أنه إذا توقف قصف طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيكون هناك وقف حقيقي لاطلاق النار وامكانية فتح حوار بين كل الليبيين حول ما يريدون مثل الديمقراطية والاصلاح السياسي والدستور والانتخابات، لكن هذا لا يمكن القيام به مع ما يجري الآن». وأضاف العبيدي أن «الانتخابات ستغطي كل قضية يثيرها الليبيون، كما يمكن وضع أي شيء على طاولة الحوار بما في ذلك مستقبل العقيد معمر القذافي». واقترح اعتماد وقف لاطلاق النار تليه فترة انتقالية مدتها ستة أشهر للتحضير للانتخابات تحت اشراف الأممالمتحدة وعلى النحو الذي اقترحته خطة خارطة الطريق للاتحاد الافريقي. وقال إن حكومته «تبذل كل جهد ممكن لمساعدة منظمات الاغاثة الدولية على تقديم المساعدة للناس في مصراتة».