مستشارون عسكريون من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا لدى الثوار عواصم وكالات قررت كل من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا إرسال عدد محدود من المستشارين العسكريين إلى شرق ليبيا لتقديم المشورة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وكانت هذه الدول جددت معارضتها إرسال قوات برية إلى ليبيا. في سياق متصل وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بتكثيف الضربات الجوية الفرنسية التي تستهدف قوات العقيد معمر القذافي. جاء هذا التعهد بعد لقاء عبد الجليل لأول مرة بالرئيس ساركوزي في قصر الإليزيه بباريس أمس، ولم يذكر بيان الرئاسة الفرنسية تفاصيل عن كيفية تكثيف الضربات الجوية. من جانبه قال عبد الجليل بعد اللقاء إنه وجه الدعوة لساركوزي لزيارة مدينة بنغازي التي يسيطر عليها الثوار، مشيرا إلى أن المجلس الوطني تعهد بمحاولة إرساء الديمقراطية في ليبيا بحيث يتم انتخاب الرئيس عبر الانتخابات وليس على ظهر دبابة، حسب تعبيره. ومن المتوقع أن يقدم الضباط الفرنسيون النصح لقادة المجلس الوطني الليبي بشأن كيفية تنظيم قواتهم في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا وتدريبا، كما سيشكلون حلقة الوصل مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" بشأن مواقع الثوار وقوات القذافي. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد أعلن أمس الأول، أن بلاده سترسل ضباطا من الجيش البريطاني إلى ليبيا لتقديم المشورة لقوات الثوار. من جهته قال وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لا روسا أمس، إن القوات الغربية قد تحتاج إلى تصعيد تدخلها في ليبيا مع بقائها ملتزمة بشروط القرار الذي اصدره مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
لا حل إلا "رحيل القذافي"
وأعلن وزير الدفاع الإيطالي إنياتسيو لاروسا بعد لقائه نظيره البريطاني ليام فوكس في روما أمس، أن بلاده سترسل مدربين عسكريين للثوار الليبيين عددهم عشرة، وهو نفس العدد من العسكريين الذي قررت بريطانيا إرساله للثوار. وقال لا روسا في كلمة امام رابطة الصحافة الاجنبية في روما ان الزعيم الليبي معمر القذافي لن يترك السلطة الا اذا اجبر على ذلك. وأضاف ان الاسلحة المتاحة لقوات القذافي أكثر تطورا من اسلحة المعارضة. كما التقى عبد الجليل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي قال أمام مسؤولين إيطاليين "لا حل سياسيا محددا حتى الآن للأزمة الليبية"، وأكد استعداد إيطاليا لمساعدة الثوار الليبيين بمزيد من الأطباء والممرضين.
العبيدي يحذر بريطانيا
في المقابل، حذر وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي بريطانيا من أن إرسال فريق عسكري إلى بنغازي لتقديم المشورة لقوات المعارضة سيطيل القتال ويؤثر على فرص السلام في ليبيا. وابلغ العبيدي هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي." أمس، " نحن على يقين أنه إذا توقف قصف طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" سيكون هناك وقف حقيقي لاطلاق النار وامكانية فتح حوار بين كل الليبيين حول ما يريدون مثل الديمقراطية والاصلاح السياسي والدستور والانتخابات، لكن هذا لا يمكن القيام به مع ما يجري الآن". واقترح اعتماد وقف لاطلاق النار تليه فترة انتقالية مدتها ستة أشهر للتحضير للانتخابات تحت اشراف الأممالمتحدة، وعلى النحو الذي اقترحته خطة خارطة الطريق للاتحاد الافريقي. وقال إن حكومته "تبذل كل جهد ممكن لمساعدة منظمات الاغاثة الدولية على تقديم المساعدة للناس في مصراتة".
"دستور جديد!"
ويأتي كلام العبيدي في وقت قال سيف الاسلام القذافي ان الحكومة ستهزم المعارضة المسلحة التي تحاول الاطاحة بوالده وان دستورا جديدا للبلاد جاهز لاعتماده بعد هزيمتها. وقال سيف الاسلام الذي كان يتحدث في التلفزيون الليبي الرسمي "اتهم المجلس الوطني الانتقالي المعارض بأن ما يحركه هو مطامع السلطة والثروة النفطية". ونسب اليه قوله ان الوضع الميداني يتغير لصالح النظام وان والده سيتغلب على الثوار.
قتال في مصراتة
إلى ذلك، قالت المعارضة المسلحة في ليبيا ان مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية للسيطرة على شارع رئيسي في مدينة مصراتة المحاصرة أمس، بعد ان قتل ثمانية في اليوم السابق أغلبهم مدنيون، فيما أدانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي أمس، استخدام قنابل عنقودية من قبل كتائب القذافي متحدثة عن "جرائم دولية". وفي بني وليد غربا كذلك، دمر الثوار قافلة آلياتٍ متجهة إلى سرت لإمداد كتائب القذافي بالوقود. أما شرقا فتشهد أجدابيا التي خرجت عن سيطرة كتائب القذافي بعد معارك كر وفر استمرت أسابيع- استعدادات للثوار للانطلاق إلى مناطق أخرى. وفي أجدابيا أيضا قصفت قوات التحالف قافلة للكتائب تضم 25 سيارة قرب منطقة مريرقابس. وحسب التلفزيون الحكومي الليبي أغار التحالف أيضا على سرت ومنطقة الهيرة في مدينة العزيزية.